مدينة دمشق، التي تعد من أروع المدن على مر العصور، كانت دائمًا محط أنظار الغزاة، مما جعل الحماية والدفاع عنها أمرًا ضروريًا. لذا، تم إحاطتها بسور ضخم من الحجارة، مع وجود أبواب للدخول والخروج. في هذا المقال، سنتناول الأبواب السبعة لدمشق وأسمائها.
تتكون الأبواب السبعة لدمشق من سبعة مداخل تم إنشاءها في القرن الأول قبل الميلاد، وقد تم تمثيلها وفقًا للكواكب السبعة. ومن بين هذه الأبواب: باب الفراديس، باب الجنيق، باب توما، باب شرقي، باب الصغير، وباب الجابية. لا يزال بعض منها قائمًا في موقعه الأصلي، بينما تم إزالة الآخر.
تختلف فترة بناء كل باب من الأبواب السبعة. وفيما يلي تفاصيل حول كل واحد منها:
تم إنشاء باب السلام، المعروف أيضًا بباب الفراديس الصغير، بواسطة نور الدين الشهيد في القرن السادس للهجرة. يقع هذا الباب بين باب توما وباب الفراديس، وتم ترميمه لاحقًا بواسطة الملك الصالح إسماعيل في عام 1243م.
يعتبر الباب الشرقي من الأبواب الرئيسية في دمشق، ويُعرف أيضًا باسم باب الشمس نسبةً إلى الشمس. هو المدخل الذي دخل منه القائد خالد بن الوليد إلى دمشق. تم تجديده في عهد نور الدين الشهيد عام 559 هـ، ويمتد الطريق المستقيم من الباب الشرقي إلى باب الجابية، ومعه هناك أجزاء مسقوفة عديدة تعود إلى أسواق دمشق الشهيرة. بعد تجديده، أطلق عليه مدحت باشا والي دمشق اسم مدينة السوق الطويل.
يعد من الأبواب الشهيرة في دمشق، ويتمتع بأجزاء قائمة حتى اليوم. يعود تاريخ هذا الباب إلى العصر الأموي، ويقع بالقرب من دوار المطار وجامع بلال الحبشي. يجاوره من الشرق كنيسة القديس بولص. وقد تم تغيير اسم الباب ليصبح بابًا لكنيسة القديس بولص خلال فترة الانتداب الفرنسي عام 1939م، ويمثل علامة بارزة في تاريخ المدينة.
هذا الباب الشمالي المعروف في السور، تم بناؤه في العصر الروماني وسُمِّي نسبةً لكوكب الزهرة، ثم تم تسميته بـ “توما”، أحد تلاميذ المسيح عليه السلام. وتم تجديده في عهد نور الدين عام 536 هـ.
يقع في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة بالقرب من حي الشاغور، وتم بناؤه وتجديده في العصور الرومانية. يُنسب إلى كوكب المشتري، ودخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان أثناء الفتح العربي الإسلامي. تم ترميم هذا الباب وتم بناء مسجد ومئذنة قبالته، ويُعتبر الباب الأصغر حجمًا في المدينة.
يتواجد في الجهة الغربية من المدينة القديمة، وهو أحد الأبواب الأصلية. بُني هذا الباب في العصر الروماني وسُمي نسبة إلى كوكب المريخ. يتميز بتصميمه المكون من ثلاث فتحات، واحدة كبيرة في المنتصف واثنتان على الجانبين، ويتصل بالباب الشرقي عبر الشارع المستقيم. يعد مدخلًا مهمًا في التاريخ الإسلامي، حيث دخل منه القائد أبو عبيدة بن الجراح أثناء الفتح.
هذا الباب هو أحد الأبواب السبع الأصلية في دمشق، المسمى حالياً بباب العمارة، وتم إعادة إنشائه وترميمه في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1241م. يقع في الجزء الشمالي من المدينة القديمة، وقد سُمي بناءً على محلّة كانت تقع خارج السور. يُعرف بأنه يعكس تاريخًا غنيًا وحضورًا حضاريًا قويًا.
تعتبر الأبواب السبعة لدمشق شاهدًا على الحضارة القديمة لهذه المدينة العريقة، حيث بُنيت لحماية المدينة من الغزاة، كما تحمل بين طياتها تاريخًا عريقًا يُبرز التنوع الحضاري الذي مر عبر دمشق.
أحدث التعليقات