يُعتبر موضوع التعبير حول تأثير احتقار الضعيف واستصغاره من القضايا الهامة التي ينبغي للمعلمين التركيز عليها. فاحتقار الضعيف واستصغاره يعد من أسوأ الأفعال التي قد يقدم عليها الأفراد، حيث يتم تقليل قيمة الشخص من خلال مقارنة غير عادلة أو بالتقليل من شأن أفعالهم وأقوالهم، مما يجعلهم يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في المجتمع، سواء في المدرسة أو أماكن عامة أخرى.
تتعدد الصور التي يتم من خلالها احتقار الضعيف واستصغاره، سواء من خلال المقارنة غير العادلة مع الآخرين أو بالتقليل من أهمية كل ما يقوم به. فتؤدي هذه التصرفات إلى تعزيز شعور الشخص بأنه غير مقبول في المجتمع، حتى في محيط الأسرة. وهذا ما يُظهر أن الاحتقار والاستصغار يُعتبران أمورًا مرفوضة اجتماعيًا، ويرفض الإسلام كافة مشاعر الكراهية والحسد التي تصدر عن القلوب المحملة بالنوايا السيئة.
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كافة أشكال الاحتقار. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا. المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هاهُنا.” ويُشير إلى صدره ثلاث مرات. “بحسب امرئ من الشر أن يحقّر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه.” [صحيح مسلم]
وأيضاً روى أبو ذر الغفاري أنه التقى بأبي ذرّ في الربذة، وعليه حلةٌ، وعلى غلامه حلة، فسأله عن ذلك، فقال: “إنني ساببت رجلاً فعيّرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذرّ أعيّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية. إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليُطعِمْه مما يأكل، وليُلبِسْه مما يلبس، ولا تُكَلِّفُوه ما يغلبهم، فإن كَلَّفْتموهم فأعينوهم.” [صحيح البخاري]
يُعد من الضروري العمل على القضاء على ظاهرة الاحتقار والاستخفاف بالضعيف، حتى تصبح المجتمعات خالية من مشاعر الغيرة والحقد. إذ أن استمرار هذه الأفعال قد يُفضي إلى آثار سيئة للأشخاص الذين يتعرضون للكلام الجارح، مما قد يؤدي بهم إلى فقدان الثقة بأنفسهم. وقد تصل الحالة إلى تصوّر الشخص بأنه لا مكان له في المجتمع، وأن من حوله من الأشخاص الناجحين يمتلكون أدوارًا هامة بينما هو لا يُعتبر شيئًا. هذا الشعور قد يتسبب في اضطراب نفسي، ويجعله شخصًا فاقدًا للأحلام والطموحات المستقبلية، ومعزولًا عن العالم من حوله.
إن أحد أسوأ الأفعال التي يمكن أن يرتكبها الإنسان تجاه الآخرين هو احتقارهم واستصغارهم، حيث يؤثر ذلك سلبًا على الصحة النفسية للشخص المستهدف. ويجعله يشعر بأنه بلا قيمة وغير مُرحب به في المجتمع. لذا يُعتبر موضوع التعبير عن تأثير احتقار الضعيف واستصغاره من القضايا الضرورية التي ينبغي تعليم الأطفال من خلالها أهمية احترام الآخرين وعدم استصغارهم.
أحدث التعليقات