تسعى التربية بشكل عام إلى تنمية قدرة الطفل على التفاعل مع السلوكيّات والتصرّفات المناسبة في مختلف المواقف التي قد يواجهها، حتى عندما لا تتواجد أسرته معه. وتستلزم التربية بالحب تربية الطفل على الاحترام، والعاطفة، والحزم، خاصةً في أوقات الانزعاج أو القلق.
يعتبر إصدار الأوامر دون توضيح أهميتها أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى المشاكل والرفض من قبل الأطفال. حيث يساعد تقديم الشرح المبسط على تطبيق الطفل للأوامر بشكل أفضل، بشرط أن يكون الشرح قصيراً ومختصراً، نظرًا لأن الأطفال يفضلون المعلومات المباشرة. على سبيل المثال، يمكن إخبار الطفل بعدم الركض أثناء تناول الطعام لأن ذلك قد يؤدي إلى حوادث اختناق، ويكون دور الوالدين هو حماية الطفل من المخاطر.
من المبادئ الأساسية في التربية بالحب هو الامتناع عن استخدام العنف كوسيلة للتربية، مثل الضرب أو الدفع أو الإهانة. فهذه الأساليب تعلم الطفل أن العنف وسيلة مقبولة لحل النزاعات، وقد تؤدي إلى شعوره بالخوف وفقدان الثقة بأسرته. بالإضافة إلى ذلك، أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف هم أكثر عرضة للاعتداء على الآخرين والمشاركة في سلوكيات سلبية مثل السرقة.
يواجه العديد من الآباء سلوكيّات مزعجة من قبل أطفالهم مثل العناد أو الردود الغير مؤدبة، وهي تعكس مرحلة طبيعية من النمو. لذلك، ينبغي على الأهل التحلي بالصبر وضبط النفس، مع التذكير دائماً بأن العلاقة مع الطفل يجب أن تكون مبنية على الحب والقوة، والسعي لحل المشكلات معًا.
على الوالدين أن يُظهروا حبهم لأطفالهم بشكل مباشر وواضح، مثل قول “أنا أحبك” بشكل متكرر، حتى في الأوقات التي يحتاجون فيها إلى تعديل سلوك معين أو التعبير عن عدم رضاهم عن تصرف ما. بهذه الطريقة، يدرك الطفل أن أفراد الأسرة قد يختلفون أو تنشأ بينهم نزاعات، لكنهم يظلّون متمسكين بالحب.
يحتاج الأطفال إلى فهم ما يتوجب عليهم فعله وما ينبغي عليهم تجنبه. إذا كان الطفل كبيرًا بما يكفي لاستيعاب ما يُطلب منه، فيمكن إبلاغه مباشرة. أما إذا كان الطفل في مرحلة عمرية أصغر، فمن المتوقع ألا يتمكن من فهم كل ما يقال له. في هذه الحالة، يتعين على الآباء اكتشاف قدرات الطفل، مثل مراقبته أثناء التسوق للاطلاع على ما يستطيع حمله، بالإضافة إلى تنويع الأنشطة المقدمة له.
أحدث التعليقات