تحليل رواية يوتوبيا أبهر كل من قرأها، فهي واحدة من الروايات التي كتبها الروائي المصري العظيم أحمد خالد توفيق، ومن الجدير بالذكر أن تلك الرواية تحدثت عن قضايا كثيرة جدًا لم يتسنى لأحد من قبل التطرق إليها، مما جعلها حديث الناس في الآونة الأخيرة، ويبحث الكثيرون عن تحليلها، وهو ما نوافيكم إيّاه، من خلال موقع سوبر بابا.
اسم الرواية والذي يحمل مصطلح يوتوبيا يشير إلى واحدة من المُدن التي أشار إليها المفكرين والفلاسفة في كتاباتهم، وبالتالي فهو من أفضل الأماكن التي يمكن الاستناد إليها عند كتابة الرواية، فهو من الأماكن الخيالية التي لا يوجد بها أي أخطاء، وتشير إلى المجتمع اليوتوبي المثالي.
على الرغم من جمال المدينة في خيال الروائيين، إلا أن الروائي أحمد خالد توفيق أطلق عليها مُستعمرة في روايته، يوضح الكاتب الفروقات الاجتماعية بين طبقات البشر، بالإضافة إلى انتشار السرقة والقتل وارتكاب الفواحش، وكل ذلك ما هو إلا إسقاط على ما يحدث في تلك الآونة.
في نهاية الأمر نجد أن من نجا من كل هذا العبث هم أغنياء القوم، وذلك تحت نظرية “البقاء للأقوى” تشير الرواية إلى أن الوطن كله بمثابة سفينة واحدة تسير بكافة فئات المجتمع، وإن غرقت سوف يغرق الغني قبل الفريق.
اقرأ أيضًا: رواية البطل يكره النساء
هناك العديد من الشخصيات التي تدور الرواية حولهم، منهم الشخصيات الرئيسية وأخرى الثانوية، وتم الاطلاع عليهم من خلال تحليل رواية يوتوبيا، وهم:
واحدة من الروايات التي أثارت جدلًا كبيرًا، ولاقت إقبال غير مسبوق، ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر ليس بجديد على الروائي أحمد خالد توفيق الذي تمكّن من اختراق الأحداث التي سوف يِشهدها العالم في المستقبل القريب والذي على الأغلب هو عام 2023
تدور الأحداث في بداية الرواية حول شخصية غنية لشاب يُدعى علاء من مدينة يوتوبيا، وكان يرغب في قضاء وقت فراغه بشكل مُمتع وكسر الروتين الذي اعتاد عليه، وكانت الهواية التي لجأ إليها علاء الصيد، ولكنة ليس صيد الأسماك ولا الطيور ولا حتى الغزلان.
كان علاء يهوى صيد البشر وخاصةً الفقراء منهم، واختار صديقه جريمنال لكي يكون رفيقه في رحلات الصيد التي كان يهواها، وكانت هذه الرحلة عبارة عن دخول مناطق عشوائية وصيد شخص فقير يمكث بها، وكانت تدور اللعبة حول هذا الشخص ومن ثم قتله مع الاحتفاظ بجزء منه على سبيل التذكار.
من الجدير بالذكر أن هذه الهوايا لم تكُن تقتصر على علاء فقط، بل إنها الهواية المفضلة لدى أغنياء يوتوبيا، وعلى الأرجح الذين يعيشون في الساحل الشمالي في الوقت الراهن، أو ما يُطلق عليهم سُكان الساحر الشرير، جرت أحداث القصة في السوق أيضًا الذي كان يوجد به سلع باهظة جدًا في الثمن.
كان لا يمكن لشخص عادي شراء مثل هذه السلع الباهظة، وكان الدواء في ذلك الوقت مقتصرًا على الأغنياء فقط، ويرجع كل ذلك لاحتكار مراد بك السلع، ومن المشاهد التي تحدث الآن وصورتها الرواية هي الازدحام الذي يحدث على الملابس المُستعملة، وكان ذلك بالنسبة لعلاء أمر غريب لم يراه قط.
مشاهد كثيرة صورتها الرواية وكانت من أصعبها هو ممارسة البغاء، حيث كان في إحدى المناطق العشوائية تقف النساء يبيعنّ أنفسهنّ مقابل الحصول على المال، وذكر الروائي الفلوجستين وهو نوع من أنواع المُخدرات وكان حكرًا على الأغنياء فقط، وتدور الأحداث حول جابر الذي حاول إنقاذ علاء وصديقه.
لكن كانت نهايته القتل واغتصاب أخته، وحينما عادوا مرة أخرى إلى يوتوبيا احتفلوا أصدقائهم بالرجوع، ولكن لم تكُن النهاية هنا، بل قام الأهالي بتعطيل وسائل المواصلات عن طريق سرقة البترول وانتهت الرواية بالنزاع الشديد والفوضى والثور ضد السلطة.
“ليس فقركم ذنبنا أنتم تدفعون ثمن حماقتكم وغباؤكم وخنوعكم عندما كان آباؤنا يقتنصون الفرص، كان أباؤكم يقفون أمام طوابير الرواتب في المصالح الحكومية، ثم لم تعد هناك مصالح حكومية ولم تعد هناك رواتب أنتم لم تفهموا اللعبة مبكرًا لهذا هويتم من أعلى إلى حيث لا يوجد قاع…
عندما هب الجميع ثائرين في كل قطر في الأرض هززتم أنتم رؤوسكم وتذرعتم بالإيمان والرضا بما قسم لكم، تدينكم زائف تبررون به ضعفكم أنتم أقل مننا في كل شيء، هذه سُنة الحياة يجب أن تقبلوها، لم يعد أحد قادر على تغيير شيء”.
كل هذه الكلمات يُمكنها التعبير عن عدم ندم أغنياء يوتوبيا على ما فعلوا في مدينة الفقراء أو كما صورها الكاتب شبرا الآن، بل ويشيدون بأن كل ما وصل إليه آباء هذا الحي ما هو إلا نتيجة غبائهم وسيرهم وراء الطعام والشراب والراتب، وتناسوا تمامًا الهدف الذي عليهم السعي من أجله، ألا وهو “حقهم الإنساني في عيش حياة كريمة”.
اقرأ أيضًا: أهم روايات نجيب محفوظ
بعد أن تمكنا من وضع تحليل رواية يوتوبيا وافيًا لأحداث كثيرة، يجدر بنا ذكر أهم القضايا التي كان يُحب الروائي أحمد خالد توفيق مُناقشتها من خلال هذا العمل الأدبي الرائع، ومنها:
حملت رواية يوتوبيا أحداث كثيرة جدًا اخترقت عام 2023، ويوجد بها عِدة اقتباسات تُعد الأفضل، والتي أثرت كثيرًا في فئات الشعب المصري وجعلتهم يلتفتون أكثر إلى هذه الرواية، ومن خلال تحليل رواية يوتوبيا أتضح أن أغلب هذه الاقتباسات تحدث واقعًا في تلك الآونة.
اقرأ أيضًا: رواية يكون البطل قاسي وعصبي
من خلال تحليل رواية يوتوبيا وجدنا أنها تحمل العديد من السمات الأدبية التي لم يتغافل عنها الراحل أحمد خالد توفيق، وأثبتت أن قدراته في هذه الرواية فاقت كل كتب في الماضي، ومنها:
لم تكُن رواية يوتوبيا كأي رواية أخرى كتبها أحمد خالد توفيق، فهي من الروايات التي تنبأت لأحداث خمسة عشر عامًا قادمة، وهو ما جعلها أبهرت العالم، وجعلت هناك إقبال كبير جدًا على قراءتها.
أحدث التعليقات