العلم الصرفي هو المجال الذي يدرس تشكيل الكلمة المفردة، ويُحلل إذا ما كان هناك إعلال أو حذف أو إبدال أو زيادة أو قلب في أحد حروفها. يُعنى هذا العلم بالكلمات العربية المتصرفة فقط، مثل الأفعال المتصرفة والأسماء المعربة، ولا يتناول الأسماء الأعجمية لأنها تُعتبر نقلًا من لغات أخرى، أو الأسماء المبنية كالضمائر وأسماء الشرط وأسماء الإشارة وغيرها.
الجذر هو الأساس الذي يقوم عليه علم الصرف، حيث أن كل كلمة عربية تنطلق من جذر معين يحتوي على الأحرف الأصلية للكلمة. يمكن تعريف الجذر بأنه “الأحرف المشتركة بين مجموعة من الكلمات التي يُعتقد أنها مرتبطة ببعضها البعض بوصفها تكونت من اشتقاق مشترك.”
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)”.
يمكننا تقديم تحليل المستوى الصرفي لسورة الفاتحة على النحو التالي:
“الحمد”: مصدر ثلاثي وزن “فعْل”، ويُعتبر مصدرًا سماعيًا.
“لله”: كلمة على وزن “العال”، وهي مشتقة من “الإله” بعد حذف الهمزة التي تعد فاء الكلمة في الميزان الصرفي.
“رب”: تُعتبر صفة مشبهة، وكانت في الأصل اسم فاعل “رابِب”، على وزن “فاعل”، حيث سكنت الباء الأولى بعد حذف حركتها (الكسرة) وأُحتفظت بتلك السكون، مما أدى إلى حذف الألف نتيجة للقاء الساكنين، فأصبحت “ربّ” بعد حدوث الإدغام.
“العالمين”: تُصنف على وزن “الفاعلَين”، لكنها ليست اسم فاعل إنما تُعتبر من ملحقات جمع المذكر السالم.
“الرحمن”: على وزن “الفعلان”، حُذفت الألف وفقًا للرسم القرآني.
“الرحيم”: صفة مشبهة على وزن “الفعيل”.
“مالك”: اسم فاعل على وزن “فاعل”.
“نستعين”: تأتي على وزن “نستفعل”، ونجد فيها إعلالين، الأول هو إعلال بالنقل حيث تم نقل حركة الواو (الكسرة) إلى العين، وتم النقل بعده سكون العين إلى الواو، ويُعرف ذلك بإعلال النقل. وبالتالي، فإن وقوع الواو ساكنة بعد الكسر تسبب في إعلالٍ بالقلب، حيث انقلبت الواو إلى ياء لتناسب حركة ما قبلها، وهو ما يُعرف بالتناسب الصوتي.
“اهدنا”: تُصنف على وزن “افعنا”، وأُزيلت الياء لتفادي التقاء الساكنين، وأصل الفعل هو “اهدينا”، حيث أُزيحت الياء نتيجة صياغة الأمر من معتل الآخر.
“المستقيم”: اسم فاعل من الفعل السداسي “استقام”، وقد حدث له إعلالان، الأول هو إعلال بالنقل، حيث انتقلت كسرة الواو إلى القاف، والثاني هو إعلال بالقلب الذي نشأ عن هذا النقل، حيث كانت شكله الأصلي “المستقْوِم”.
“أنعمت”: تأتي على وزن “أفعلت” والهمزة فيها زائدة، ويُعتبر ثلاثيًا مزيدًا بالهمزة في البداية.
“المغضوب”: هو اسم مفعول من الفعل الثلاثي، على وزن “المفعول” من الفعل المبني للمجهول “غُضِبَ”.
“الضالّين”: يُنظر إليه كاسم فاعل من الفعل الثلاثي المضعف “ضلَّ”، وهو على وزن “الفاعلين” بعد إدغام اللام.
أحدث التعليقات