أبدع الشاعر السوري نزار قباني في قصيدته “الأمير الدمشقي”، حيث تناول فيها حزن فقدانه لابنه. وانبثقت من خلالها مشاعر عميقة تعكس حضور الألم واللوعة، وفيما يلي إعراب مقاطع من القصيدة.
مُكسّرةٌ كجفون أبيك، ومقصوصةٌ كجناحِ أبيك، فكيف يُغنّي المُغَنّي؟ وقد ملأ الدمع كل الدواة. وماذا سأكتب يا بُنيّ؟ وموتك ألغى جميعَ اللغات.
أشيلك يا ولدي فوق ظهري، كَمئذنة كسرت قطعتين، وشعرك حقل من القمح تحت المطر، ورأسك في راحتي وردة دمشقية وبقايا قمر. أواجه موتك وحدي، وأجمع كل ثيابك وحدي، وألثم قمصانك العاطرات، ورسمك فوق جواز السفر، وأصرخ مثل المجانين وحدي، وكل الوجوه أمامي نحاس، وكل العيون أمامي حجر. فكيف أقاوم سيف الزمان؟ وسيفي انكسر.
سأخبركم عن أميري الجميل. سأخبركم عن أميري الجميل، عن الذي كان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولًا، ومثل النخيل. وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير، كان صديق الهديل. سأخبركم عن بنفسج عينيه. هل تعرفون زجاج الكنائس؟ هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل؟ هل تعرفون نوافير روما؟ وحزن المراكب قبل الرحيل؟ سأخبركم عنه، كان كيوسف حسنًا، وكنت أخاف عليه من الذئب، كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل، وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي، وقد صبغته دماء الأصيل. فما حيلتي يا قصيدة عمري؟ إذا كنت أنت جميلا، وحظي جميلا.
أحدث التعليقات