تعتبر حالة إعراب الأفعال المبنية للمجهول موضوعًا مهمًا في النحو العربي. من المعروف أن الفعل الماضي دائمًا ما يكون مبنيًا، على عكس الفعل المضارع وفعل الأمر. ومع ذلك، هناك تغييرات بسيطة تطرأ على إعراب الأفعال الماضية عند استخدامها في صيغة المبني للمجهول، وسنتناولها في هذا المقال.

إعراب الفعل الماضي المبني للمجهول

تتغير صيغة الفعل عند استخدامه في المبني للمجهول، وعند الحديث عن الفعل الماضي، فإن بناءه يختلف تمامًا عن بناء الفعل المضارع. وفيما يلي نستعرض التغيرات التي تطرأ على الأفعال الماضية في سياق المبني للمجهول:

• يكون الأصل في بناء الفعل الماضي للمجهول هو ضم الحرف الأول وكسر ما قبل آخره، مثل (قتل، قُتِل، صَنَعَ: صُنِعَ، أكرَمَ: أُكرِمَ).
• إذا بدأ الفعل الماضي بحرف التاء، فيجب ضم الحرف الثاني مع التاء، مثل (تَسَلَّمَتْ، تُسُلِّمَتْ، تَعلَّمَ: تُعُلَّمَ).
• عندما يكون ما قبل آخر الفعل الماضي ألفًا، يتم تحويل هذه الألف إلى ياء ثم نكسره ما قبلها، مثل (قال، قِيلَ، باع: بِيعَ).
• إذا بدأ الفعل الماضي بهمزة وصل، يجب ضم الحرف الثالث مع الأول. بينما إذا كان الفعل معتل العين كالأفعال على وزن افتعل وانفعل، نكسر الحرف الثالث، مثل: (ابتَدى، أُبتُدِئَ / أُنتصَرَ، انتُصِرَ)، (اختارَ، اختِيْرَ /انقاد، انقيْدَ).

أمثلة على الفعل الماضي المبني للمجهول

نستعرض فيما يلي بعض الأمثلة المتنوعة على الفعل الماضي المبني للمجهول، مما يساعد في توضيح قواعد الإعراب ويدعم التدريب على فهم هذه القواعد:

المثال الأول: أكلت التفاحة

• أكل: فعل ماضٍ مبني للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة.
• التفاحة: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

المثال الثاني: خبر البخيل الحب واجبًا

• خبر: فعل ماضٍ مبني للمجهول، ومبني على الفتحة الظاهرة.
• البخيل: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
• الحب: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة.
• واجبًا: مفعول به ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.

المثال الثالث: قول الشاعر: حِيكَتْ على نيرينِ إذ تحَاكُ… تختلط الشوك ولا تشَاكُ

• حِيكَتْ: فعل ماضٍ مبني للمجهول على الفتحة الظاهرة، والتاء هنا تاء التأنيث.
• نائب الفاعل لفعل حِيكَتْ هو ضمير مستتر تقديره هي.
• تشَاكُ: فعل مضارع مبني للمجهول، ومرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
• نائب الفاعل لفعل تستَشَاكُ هو ضمير مستتر تقديره هي.

أمثلة من القرآن الكريم على الفعل المبني للمجهول

يعتبر القرآن الكريم مرجعًا نحويًا هامًا، حيث يمكننا الاستفادة منه بإيجاد أمثلة إعرابية خاصة. فهو كتاب أنزل بلغة عربية يجب أن نتعلم منها، وفيما يلي بعض الأمثلة من القرآن:

قال الله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}:

• تتضمن الآية السابقة أربعة أفعال مبنية للمجهول وهي: “قِيلَ، غِيضَ، قُضِيَ”.
• إعراب “قِيلَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو مبني على الفتحة الظاهرة.
• يا أرض: نائب فاعل في محل رفع.
• غِيضَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
• الماء: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
• كذلك “قُضِيَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو أيضاً من الأفعال المبنية على الفتحة.
• الأمر: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
• إعراب “قِيلَ” الثانية: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو أيضاً مبني على الفتحة الظاهرة.
• بُعْداً: نائب فاعل في محل رفع لـ “قِيلَ” الثانية.

تكملة أمثلة إعراب أفعال مبنية للمجهول في زمن الماضي والمضارع

نستعرض فيما يلي المزيد من الأمثلة على إعراب الفعل الماضي المبني للمجهول:

قال الله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}:

• إعراب الفعل “نُفِخَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول على الفتحة الظاهرة.
• كذلك “نَفْخَةٌ”: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجاء نائب الفاعل هنا مصدر.

قوله تعالى: “وَحَمَلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ” (الحاقة 14):

• “حَمَلَت”: فعل ماضٍ مبني على المجهول وهو من الأفعال المبنية على الكسرة الظاهرة.
• الأرض: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
• الجبال: نائب فاعل مرفوع أيضًا وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

قوله تعالى: “وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ” (هود 44):

• “قُضِيَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول وهو من الأفعال المبنية على الفتح.
• “اسْتَوَتْ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول.

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

• “يُرْزَقُونَ”: فعل مضارع مبني للمجهول وعلامة إعرابه هي الرفع بالضمة الظاهرة.
• نائب الفاعل: ضمير متصل بالواو.

قول تعالى: “يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ” (القلم 42):

• “يُكْشَفُ”: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

قال تعالى أيضًا: “وَلَمَّا سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ” (الأعراف 149).

• “سَقَطَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول وهو من الأفعال المبنية على الفتح.

قال تعالى: “وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ” (التوبة 87).

• “طُبِعَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو أيضًا من الأفعال المبنية على الفتح.