ثمة اختلافات عديدة بين الثقافة الشرقية والغربية، يعكسها بشكل رئيسي البيئة الجغرافية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد المتأصلة منذ أزمان طويلة، فضلاً عن التنوع في الأعراق والأديان بين سكان المنطقتين. وقد أدت هذه الفروق إلى تشكيل سلوك الأفراد ومواقفهم على نحو مختلف. في ما يلي أبرز النقاط التي تميز الثقافتين:
تشير الثقافة الشرقية إلى ثقافة سكان مناطق آسيا والشرق الأوسط، حيث تُعالج النزاعات بطرق جماعية بدلاً من الفردية كما في الغرب. عادةً ما تتخذ العائلات في الشرق قراراتها بشكل جماعي، ويرتبط الرجال والنساء في كثير من الأحيان عبر الزيجات المرتبة من قبل عائلاتهم.
أما الثقافة الغربية فهي تعبر عن سكان أمريكا الجنوبية والشمالية والدول الأوروبية وأستراليا ونيوزيلندا، وتمتاز هذه الدول بليبرالية أعلى، مما يسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ونقد الآخرين بحرية. وغالباً ما يحدث الارتباط بين الرجل والمرأة في الغرب نتيجة الحب والمعرفة الشخصية.
يميل الغرب إلى التركيز على فردية التفكير والتعبير عن المشاعر بشكل صريح، دون مراعاة لمشاعر الآخرين، مما يجعلهم أكثر أنانية مقارنة بالشرقيين. بالمقابل، فإن الأفراد في الشرق يستطيعون التعبير عن آرائهم بمهارة ولكنهم قد يميلون إلى إخفاء نواياهم الحقيقية. على سبيل المثال، بدلاً من القول بأن شيئاً ما مستحيلاً، يفضلون استخدام تعبير “صعب” تجنباً لإحراج الآخرين أو لإثارة غضبهم.
تعتمد الثقافة الغربية بشكل أساسي على التواصل المباشر واستخدام لغة واضحة ومباشرة لتوضيح الأفكار، حيث يعبر الأفراد عما يفكرون به بانسيابية. هذا الجانب يتجلى بوضوح في دول مثل ألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة، حيث تُعتبر هذه الثقافات ذات سياق منخفض.
في المقابل، تتسم ثقافات الشرق بالاتصالات غير المباشرة وغير اللفظية، كما هو الحال في الصين واليابان والعديد من الدول المتقدمة في الشرق الأوسط. تستند هذه الطريقة في التواصل، المعروفة بالثقافات ذات السياق العالي، إلى المفاهيم الكونفوشيوسية التي تُعنى بالتجانس الاجتماعي والتسلسل الهرمي.
تركز العلاقات التجارية في الغرب على الإنتاجية وسرعة الإجراءات وتحقيق الأهداف، حيث يمكن أن يبدأ وينتهي التعاون التجاري بسرعة. على سبيل المثال، يستطيع مدير في أمريكا بناء علاقة عمل مع مدير آخر في أوروبا من خلال مكالمة هاتفية واحدة أو اجتماع واحد فقط.
بالمقابل، تتطلب العلاقات التجارية في الشرق وقتاً لتتطور وبناء الثقة، إذ لا تُعتبر المكالمات أو الاجتماعات القليلة كافية لكسب الثقة بين المديرين والموظفين، ما يجعل العلاقات في الشرق تتطلب مزيداً من التعاطي والتواصل لتعزيز الثقة المتبادلة.
أحدث التعليقات