يُعتبر الإيمان بالغيب من السمات الأساسية للمتقين، وله تأثيرات عميقة على النفس، وأهمها:
الإيمان بالغيب هو التصديق القوي بأن الله عز وجل هو العليم بكل ما هو غائب، ولا يمكن لأي مخلوق معرفة أمور الغيب مهما كانت مرتبته، بل يتم ذلك بناءً على مشيئة الله التي قد تُطلع بعض الأشخاص، سواء كانوا ملائكة أو أنبياء، على ما يشاء. ويتطلب الإيمان بالمغيبات التي أخبرنا بها الشرع، مثل وجود الملائكة، والجن، والرسل، ويوم الحساب وكل ما يتصل بذلك. كما قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾.
يعتبر الإيمان بالغيب أحد أهم الجوانب التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فقد منح الله الإنسان القدرة على التفكير والعقل، في حين تشترك الحيوانات مع الإنسان في إدراك المحسوسات، ولكن فقط الإنسان هو القادر على فهم والإيمان بالغيب.
وقد تناولت الشرائع السماوية العديد من الأمور الغيبية التي لا تُدرَك إلا من خلال الوحي، كما ورد في القرآن الكريم وسنة النبي الطاهرة. فقد ذكر القرآن الكريم السماوات السبع، والملائكة، والجنة والنار، والأمور التي لا يمكن للإنسان معرفتها إلا عبر الصدق الوارد من الكتاب والسنة.
تدفع هذه الحقائق الإنسان إلى خشية الله، وتبقيه دائم التأمل في نعم الله التي تحيط به، ويسعى كل يوم لاكتشاف أبعاد جديدة تُرسخ إيمانه بالله، ويظل مدركًا أن الله هو المدبر الوحيد لهذا الكون.
أحدث التعليقات