لا تقتصر آثار البطالة على الظروف المالية للأفراد والأسر والمجتمعات المحلية فقط، بل تمتد لتطال الصحة العامة ومعدلات الوفيات. حيث تظهر تأثيرات البطالة على الأمد الطويل، الأمر الذي ينعكس بشكل واضح على الاقتصاد المحلي، حيث يرتبط ارتفاع نسبة البطالة بتقليص الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشير الدراسات إلى أن زيادة نسبة البطالة بمعدل 1% تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 2%.
يعتبر العمل جزءاً أساسياً في حياة الفرد، حيث يساهم في تعزيز مكانته الاجتماعية، وتأمين الاحتياجات المالية، واكتساب المهارات والخبرات المتنوعة. وبفقدان الوظيفة، يفقد الفرد هذه الفوائد، مما يؤدي إلى تداعيات سلبية على الصحة النفسية والجسدية. من بين هذه التأثيرات:
تكمن العديد من الآثار الاجتماعية السلبية المتعلقة بالعاطلين عن العمل، ومنها:
تتباين الآثار الاقتصادية الناتجة عن البطالة، ومن أبرزها:
البطالة لا تتأثر فقط بأنفس العاطلين بل تمتد آثارها إلى أسرهم، حيث تشير دراسات إلى أن الأطفال من عائلات تعاني من البطالة يكتسبون مهارات أقل بمعدل 9% مقارنة بأطفال الأسر العاملين. يعلمنا ذلك أن تفشي البطالة داخل العائلة، غير القادر على تأمين متطلبات الحياة، يولد ضغطًا نفسيًا، مما قد يدفع الأبناء إلى دخول سوق العمل في مراحل مبكرة من العمر.
تبدو التداعيات الاجتماعية للبطالة واضحة، مثل انخفاض مستويات العمل التطوعي، حيث يؤدي الضغط النفسي الناجم عن البطالة إلى إحجام الأفراد عن المشاركة. ويلاحظ أيضًا أن معدلات الزواج تنخفض بسبب عدم قدرة الشباب على تغطية التكاليف، كما تزداد حالات الانفصال نتيجة الضغوط الاقتصادية.
الأطفال يتأثرون بشكل كبير، مما يزيد من معدل التسرّب المدرسي في عائلات العاطلين عن العمل، ويمكن أن يزيد من تعرضهم للاعتداء الجسدي.
تنعكس آثار البطالة كذلك على الاقتصاد بصورة مباشرة:
يعتمد قياس تأثير البطالة على عاملين رئيسيين وهما: معدل البطالة ومدتها. يُعتبر الأول مؤشرًا غير ثابت يتأثر بالتغيرات الاقتصادية، بينما يشير الثاني إلى الفترة الزمنية التي يقضيها الفرد دون عمل.
غالبًا ما تُعرَّف البطالة على أنها تلك الفئة من الأفراد الذين يفتقرون إلى وظائف معترف بها رغم تمتُّعهم بالقدرات اللازمة. يجب التمييز بين هذه الفئة وغيرهم ممن يدرسون أو تجاوزوا سن التقاعد أو لأسباب أخرى. وتؤشر نسبة البطالة على الحالة الاقتصادية العامة، وتحسب من خلال قسمة عدد العاطلين عن العمل على إجمالي القوى العاملة.
كما تتنوع فئات البطالة بتصنيفات مختلفة تشمل البطالة الطبيعية، الهيكلية، الموسمية، المقنعة، الاحتكاكية، الدورية، وطويلة الأجل.
تُعتبر فئة الشباب من أكثر الفئات عرضة للبطالة، يعود ذلك لافتقار العديد منهم لفرص التعليم الجيد، مما يجعل من الصعب عليهم تجاوز العقبات للحصول على عمل.
تشير فجوة البطالة بين الجنسين إلى الفروق في معدل البطالة بين الذكور والإناث. بينما كانت معدلات العاطلين عن العمل من النساء أعلى في العقود الماضية، فقد شهدنا انخفاضًا في تلك الفجوة مع زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل نتيجة تحسن تعليمها.
تتأثر معدلات البطالة بشكل أكبر لدى الذكور أثناء فترات الركود الاقتصادي، حيث تتركز الوظائف في القطاعات الأكثر تأثرًا.
يُعتبر التصدي لتأثيرات البطالة مسألة تتطلب مشاركة جماعية، ومن بين الخطوات الواجب اتخاذها:
أحدث التعليقات