تُعتبر القلاع أو الحصون منشآت تم تصميمها لتوفير الأمان لمستخدميها من التهديدات الخارجية. يَعود أصل هذا النمط المعماري إلى مصر القديمة، حيث كانت القصور الملكية تتمتع بحماية من خلال الأبراج والتضاريس المحيطة، مما جعلها حصونًا قوية. كما تم اعتماد هذا التصميم في اليونان القديمة، مما يدل على أن المصريين القدماء هم الأوائل في تاريخ بناء القلاع.
ساهم النظام الإقطاعي الذي ساد في أوروبا في ظهور نمط البناء هذا، حيث كان النبلاء يسيطرون على أراضٍ واسعة تضم أيضًا القائمين على العمل بها. في سياق ذلك، كان بعض النبلاء يقومون بمهاجمة الأراضي المجاورة لزيادة سلطتهم، مما جعل كل منهم يسعى لحماية نفسه من أعدائه من خلال بناء حصن أو قلعة. يُعتبر “برج لندن”، الذي بُني في عام 1078م تحت حكم وليام الفاتح، من أوائل القلاع في أوروبا. تميز هذا البرج بتعدد طوابقه وصغر نوافذه، حيث عاش فيه الإقطاعي برفقة جنوده. كذلك، تُعتبر قلعة “هيدنغهام” في إيسكس، التي تأسست في عام 1130م، من القلاع القديمة، حيث كانت جدرانها بسمك يبلغ حوالي ستة أمتار، واحتوت على قاعة واسعة في وسطها. ومن هنا، استمر بناء القلاع تزامنًا مع زيادة التهديدات، حيث تضم اليوم مرافق متعددة وساحات واسعة تتناسب مع عدد السكان فيها.
نظرًا لأن الهدف الرئيسي من بناء القلاع هو الدفاع، كان يتم اختيار مواقع مرتفعة تطل على مساحات شاسعة من الأراضي والطرق لضمان المراقبة الفعالة. تحتوي القلعة على مجموعة من الغرف لاستيعاب الجنود ورجال الدين والإداريين. بالإضافة إلى ذلك، تضم القلعة بهوًا كبيرًا لتناول الطعام، ومطابخ، وكنيسة صغيرة، ودورات مياه، ومستودعات لتخزين المؤن، وكذلك آبار لجمع مياه الشرب من الأمطار أو المصادر الخارجية. كما تتضمن القلعة مواقد موزعة لتوفير الإنارة، ونتيجة لصغر النوافذ، تم إضافة أبراج للمراقبة ومستودعات للمعدات العسكرية. يُحيط بالقلعة خندق عميق، يُملأ بالماء أحيانًا، مما يصعّب اجتيازه. بالنسبة للأبواب الخارجية، فهي مُزوّدة بجسور متحركة تُرفع عند التعرض لهجوم، وكانت هذه المداخل ضيقة لتسهيل عمليات الدفاع. غالبًا ما تتألف هذه القلاع من طابقين أو أكثر، حيث يُخصص الطابق العلوي لكبار الموظفين، بينما يُستخدم الطابق السفلي للجنود والعاملين.
أحدث التعليقات