بحث عن البيع شاملٌ لكافة أحكامه في الشريعة الإسلامية، إنّ البيع والشراء من أهم التعاملات التجارية، والتي شملها الإسلام بكثير من الضوابط والشروط.. نوافيكم بها عن كثب من خلال سوبر بابا.
إنَّ التجارة من أساسيات استمرار حركة الحياة، وتعني في مضمونها التعاون على تلبية الاحتياجات، كما أنها سُميت في القرآن الكريم باسم “البيع” وهو مطلب للحصول على الرزق.
اقرأ أيضًا: بحث عن أزمة الكساد العالمي
إنّ البيع في اللغة هو مقابلة الشيء بشيء آخر، أي نقل ملكيته بالمال، أو إخراج ذات عن الملك نظير عوض، وليس منه ما هو تمليك المنفعة بالإجارة.
قال الله تعالى في سورة البقرة: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)”.
كما قال الله تعالى في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)“.
ناهيك عن قول أشرف الخلق –صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه” (صحيح البخاري).
فهذا هو القول الصريح في مشروعة البيع، لأنه من أسباب التملك، كذلك لا غنى عنه، فالحكمة تقتضي حدوث البيع ونقل الملكية في المعاملات.
لم تحدد الشريعة الإسلامية حدًا معينًا للربح في التجارة، فقد أفردت في الدعوة إلى السماحة والرفق عند البيع.
فمردُ البيع إلى التراضي بين الطرفين، ولا توجد نسبة معينة في ذلك لأن التراضي يختلف بين حالة وأخرى، وفقًا للاحتياجات واختلاف القدرات.
اقرأ أيضًا: بحث عن عصور ما قبل التاريخ pdf
الأصل في البيع هو الصحة واللزوم، لكن هناك مجالًا متاحًا للبائع والمُشتري أن يضيف كلًا منهما شروط أخرى.
كثيرٌ هي النماذج التي يُمكن أن نذكرها في البحث عن البيع بالنظر إلى البيوع التي نهى عنها الشرع.. تختلف وفقًا لمردّها من الأسباب.
بسبب الجهالة | بسبب الضرر | بسبب الربا |
بيع الثمار لسنوات قبل أن تنضج. | بيع الإكراه (فقد شرط التراضي) | بيع العينة (شراء السلعة بأجل وبيعها نقدًا بسعر أقل). |
بيع القانص أو ما سوف يتم اصطياده. | بيع النجش (زيادة مفتعلة في السعر). | بيع الرطب باليابس. |
بيع الملامسة. | بيع الحاضر للبادي (لمن لا يعرف السعر) | بيعتين في واحدة. |
بيع غير معروف قدره. | الغش والتطفيف | بيع الأسهم |
بيع غير معروف صفته. | الاحتكار | بيع السندات بفوائد |
بيع الطير في السماء أو السمك في المياه (بيع المعدوم). | بيع الأخ على أخيه | بيع الحيوان باللحم |
بيع غير المقدور على تسليمه. | الحلف الكذب وكتمان العيوب | بيع الدين بالدين |
بسبب أنها تلهي عن العبادات | بسبب عدم سلامة الصيغة | بسبب نقص أهلية الطرفين |
بيع أدوات اللهو | عدم القبول | بيع المجنون |
البيع وقت صلاة الجمعة | البيع مع غائب | بيع المحجوز عليه |
بيع ما يروج للفاحشة | البيع غير المنجز | بيع الصبي غير المميز |
البيع وقت الصلاة دون حاجة | البيع المؤقت | بيع المكره |
بيع التماثيل والأصنام | بيع الفضولي |
من محاسن الشريعة الإسلامية وسماحتها أن ما هو محرم لا يخرج من ذلك النطاق الضيق، فالإسلام دين اليسر لا العسر، فلا حدود للبيع المباح، بالنظر إلى محدودية البيع غير المباح.
واحدٌ من أشكال القروض الاستهلاكية التي تهتم البنوك الملتزمة بالشريعة الإسلامية على تقديمها للعملاء، من أجل شراء السلع المعمرة، والتي يتهافت عليها شرائح كبيرة منهم.
على الرغم من الاختلاف على مشروعيته في الإسلام، إلا أن الفقه المعنيّ بالتفنيد في المعاملات المالية للبنوك الإسلامية أجازه، وأتاح لتلك البنوك استخدامه بأريحيّة.. ورغم هذا كُلّل بالشروط.
عند البحث عن البيع وشروطه وأركانه تجد كلك أنواعًا أخرى جاءت في الفقه الإسلامي للبيوع.
بناءً على ما سبق ذكره من شروط وأركان واضحة في البحث عن البيع، يُمكن أن نصل إلى استنتاج مفاده أن البيع يكون صحيحًا ما إن التزم بما يلي:
يُشترط هنا أن يخلو من الخيارات التي تجعل لأحد أطرافه مساحة لفسخ العقد، فمتى وُجدت أيّا منها يحق فسخ العقد أو قبوله، لكنه لا يكون ملزمًا.
فيكون المشتري بصدد بعض الخطوات أيضًا حتى يأخذ قراره بالقبول بالمبيع.
اقرأ أيضًا: مقدمة بحث عن الذكاءات المتعددة
إنّ السلع موزعة بين الناس، وفي إباحة البيع حكمة جليّة، بأن يستفيد الجميع مما رزقهم الله إيّاه، حتى يصل كلٌ إلى غايته، ففي البيع تعمّ الفائدة على الجميع.
عدَّ فقهاء الإسلام فيما يتعلق بالبيع والشراء وأي من المعاملات المالية شروطَا وقيودًا حتى لا يستحيل الأمر إلى مخالفة لحدود الله تعالى.
أحدث التعليقات