تعتبر ممارسة الرياضة بعد الأكل موضوعاً مثيراً للجدل، حيث يعتقد العديد من الأشخاص أن التدريب على معدة فارغة يعزز من فعالية حرق الدهون. ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى أن التمرين بعد تناول الطعام يعد الخيار الأفضل، حيث يمد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء التمارين بشكل فعّال. يحتاج الجسم إلى كمية معقولة من السكريات لمساعدته في الأداء البدني، وعند نقص هذه السكريات، قد يبدأ الجسم في استخدام الكتلة العضلية كمصدر للطاقة، وهو ما يتعارض مع الهدف الأساسي للتمارين الرياضية، وهو الحفاظ على العضلات. بالإضافة إلى ذلك، عدم تناول الطعام قبل التمرين قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يتسبب في الدوخة وقلة النشاط.
تشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن تناول الطعام قبل أداء التمارين الرياضية القصيرة يمكن أن يسهم في تحسين الأداء، بينما يعد أكثر أهمية بالنسبة للتمارين الطويلة. من المهم التأكيد على أن الرياضيين المحترفين يستفيدون بشكل خاص من تناول وجبة خفيفة قبل التدريبات، حيث يسعون للحفاظ على مستوى أداء مرتفع.
على الرغم من الفوائد العديدة للتمرين بعد الطعام، إلا أنه ينبغي على الأفراد المصابين بالسكري اتخاذ بعض الاحتياطات قبل البدء. يجب أولاً قياس مستويات السكر في الدم، حيث من الممكن أن تتزايد نسبة السكر في الدم خلال النصف ساعة الأولى من التمرين قبل أن تعود للانخفاض. من المهم أن نلاحظ أن ممارسة الرياضة مع ارتفاع السكر يعتبر أمرًا خطرًا؛ فإذا تجاوز مستوى السكر 300، يُنصح بتأجيل التمرين قليلاً، ويفضل تناول القليل من الأنسولين قبل البدء. أما إذا كانت مستويات السكر تقل عن 140 مع تناول الأنسولين، فقد يكون الشخص بحاجة إلى تناول حوالي 15 غرام من الكربوهيدرات قبل التمرين لتجنب انخفاض مستوى السكر بشكل كبير. إذا كانت مستويات السكر بين 150 و 180، يعد ذلك مقبولاً ويمكن البدء بممارسة التمارين على الفور. من المهم أيضاً أن يقوم مرضى السكري بمراجعة طبيبهم قبل الشروع في ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام بشكل عام.
أحدث التعليقات