تعد مدينة ضرما جزءًا من منطقة العارض الواقعة في وسط منطقة نجد، حيث تبعد حوالي 60 كيلومترًا عن مدينة الرياض، وتتواجد غربها في وادٍ يعرف بوادي البطين. تضم ضرما عددًا من المراكز والقرى، حيث تتوزع فيها خمسة مراكز وخمسة وعشرون قرية بالإضافة إلى منطقة هجر.
تقع مدينة ضرما في المملكة العربية السعودية، حيث يحدها من الشمال جبل طويل، ومن الجنوب محافظة القويعية والمزاحمية، بينما تحدها من الغرب محافظة شقراء، ومن الشرق مدينة الرياض. وتشتمل المنطقة على العديد من المراكز الهامة، بما في ذلك مركز جو، ومركز قصور، ومركز آل مقبل، فضلاً عن مركز العليا ومركز السيباني، بالإضافة إلى مركز ديراب ومركز الغزيز ومركز الجافورة.
يبلغ عدد سكان مدينة ضرما نحو 30 ألف نسمة، ومن المتوقع أن يتزايد هذا العدد. إذ تشكل المدينة واديًا واسعًا يعتبر منطقة زراعية هامة. تعدّ ضرما مدينة قديمة ولها أهمية كبيرة بالنسبة للجوارين والمسافرين الذين يسلكون الطريق القديم إلى الحجاز، فضلاً عن الطرق الحديثة التي تعزز المواسم الزراعية؛ حيث تنتشر فيها زراعة القمح والشعير، إضافة إلى النخيل والمنتجات الزراعية بمختلف أنواعها مثل الخضار والفواكه. جعلت هذه العوامل المدينة مركزًا صناعيًا وتجاريًا بارزًا، بالإضافة إلى تربية الماشية في المنطقة.
تعتبر مدينة ضرما مدينة تاريخية عريقة، حيث ذُكرت لأول مرة في القرن الأول للهجرة على لسان الشاعر جرير الأموي، الذي أشار إليها بكلمة “قرماء”، كما أوردها ياقوت الحموي في القرن السابع للهجرة. كانت المدينة تُعرف قديمًا بهذا الاسم، بينما ذكرها الشاعر الجاهلي الأعشى في إحدى قصائده باسم “ضرماء”. تشير التسمية إلى وفرة المياه، وفقًا لما ذكره الشيخ عبد الله بن خميس في كتابه المعجم المعروف ب”معجم اليمامة”. ومع مرور الزمن والتغيرات المناخية التي أثرت في موارد المياه، أصبح الاسم محرفًا من “قرماء” إلى “ضرما” ليتماشى مع قلة المياه، وتُعرف المدينة أيضًا بوجود عدد كبير من أشجار النخيل بها.
تحتوي مدينة ضرما على معالم جغرافية هامة، حيث تقع في الجهة الشمالية الشرقية منها منطقة تعرف باسم البطين، بالإضافة إلى جبل شامخ انفصل قديمًا عن سلسلة جبال طويق نتيجة العوامل الجوية، خاصة عملية التعرية. يسمي هذا الجبل اليوم بجبل الحامض، نسبةً إلى وجود ناقوط ماء بالقرب منه، وقد اُشتق اسمه من طبيعته الحامضية. يعتبر هذا الجبل معلمًا بارزًا في المدينة.
أحدث التعليقات