يُعتبر معبد أبو سمبل من أبرز المعالم التاريخية في جمهورية مصر العربية، حيث يقع في الجزء الجنوبي من البلاد بالقرب من المياه البيضاء الثانية لنهر النيل. يجسد المعبد بناءً منحوتًا في صخر صلب، وقد تم تكريسه للآلهة رع حوراختي وبتاح، بالإضافة إلى الفرعون رمسيس الثاني والإلهة حتحور والملكة نفرتاري. يعود تاريخ إنشاء المعبد إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني، حيث تشير التقديرات إلى أنه بُني بين (1264-1244) قبل الميلاد أو (1244-1224) قبل الميلاد، وذلك تبعًا للاختلافات بين العلماء المعاصرين حول فترة حكم رمسيس الثاني. قد أُسس المعبد احتفالًا بانتصار رمسيس على الحثيين في معركة قادش، واستغرق بناؤه نحو عشرين عاماً. من الأمور ذات الدلالات الفريدة في معبد أبو سمبل أنه تم تصميمه بشكل يتماشى مع اتّجاه الشرق، ليشعّ ضوء الشمس مرتين سنويًا، وتحديدًا في يومي 21 يناير و21 أكتوبر، مُضيئًا تماثيل رمسيس وآمون.
يتكون معبد أبو سمبل من معبدين رئيسيين، وهما:
تعرض معبد أبو سمبل لتهديد الغرق في الستينيات من القرن العشرين نتيجة المشروع الحكومي لبناء سد أسوان العالي على نهر النيل، مما زاد من مستوى المياه. ومن هنا، انطلقت حملة من قبل المؤسسات المعنية بالآثار لجمع التمويل اللازم لإنقاذ المعبد. قامت منظمة اليونسكو في عام 1964 بوضع خطة لنقل المعبد إلى منطقة مرتفعة عن الموقع الأصلي، حيث اختاروا مكانًا يرتفع بمقدار 60.96 مترًا. تم توظيف مجموعة من الخبراء، بما فيهم علماء آثار ومهندسون، لإنجاز هذه المهمة، وتم تخصيص حوالي أربعين مليون دولار لهذا المشروع. قُطع المعبد إلى كتل حجرية، يبلغ وزن كل منها حوالي 20,000 كيلوغرام، ثم تم نقلها وإعادة تجميعها في الموقع الجديد حتى اكتملت العملية في عام 1968.
أحدث التعليقات