يُعتبر نهر النيل المصدر الأساسي للمياه في مصر، حيث يُساهم بنحو 93% من إجمالي موارد المياه المتجددة السنوية. وفقًا لاتفاقية مياه النيل التي أُبرمت في عام 1959، تم تخصيص حصة سنوية تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب لمصر. ومع ذلك، تفقد البلاد حوالي 10 مليار متر مكعب سنويًا نتيجةً لعمليات التبخر من خزان السد العالي بأسوان (بحيرة ناصر). فيما يلي أهم مصادر المياه في مصر مرتبة حسب أهميتها:
تشمل الأحواض النهرية والساحلية التالية من أهم مصادر المياه في مصر:
تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من المياه الجوفية المعدنية الطبيعية، إلا أن معظمها لم يُستغل بفعالية حتى الآن. يُقدّر إجمالي موارد المياه الجوفية العميقة بحوالي 40.000 مليار متر مكعب، وتُعد العوائق الرئيسية في استخدام هذا المورد الشامل تحديات تتعلق بالعمق، حيث يصل في بعض المناطق إلى 1500 متر، مما يؤثر سلبًا على جودة المياه كلما زادت الأعماق.
تشمل المصادر غير التقليدية المياه الناتجة عن الصرف الزراعي، والمياه الجوفية قليلة الملوحة المُحلاة أو مياه البحر، وكذلك مياه الصرف الصحي المعالجة. تشكل هذه الموارد حوالي 22.2% من إجمالي الموارد المائية المتاحة، وتُستخدم عادةً في الزراعة وتنسيق الحدائق والصناعات عبر تقنيات متخصصة. حاليًا، تُمارس عملية تحلية المياه بشكل محدود، وخاصة على طول ساحل البحر الأحمر.
إليك بعض الحقائق المتعلقة بمصادر المياه في مصر:
تعتبر تلبية احتياجات مختلف مستخدمي المياه تحديًا كبيرًا بسبب الضغط المتزايد على الموارد المائية الثابتة نسبيًا في مصر. وتشمل التأثيرات المستمرة لتغير المناخ انخفاض نسبة هطول الأمطار وزيادرة درجات الحرارة، فضلاً عن تغيرات في اتجاه تدفق نهر النيل. يجب الإشارة إلى أن مصر تعتمد على نهر النيل الذي يمر عبر إحدى عشرة دولة، وينتهي رحلته في البحر الأبيض المتوسط. لذا، فإن حماية مياه النيل تُعتبر أمرًا حيويًا لتحقيق الأمن المائي في البلاد وكذلك لحماية صحة النظام البيئي للبحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم حوالي 85% من موارد المياه العذبة المتاحة في الزراعة، حيث تُشكل جودة مياه الري مصدر قلق بالغ، إذ تتعرض معظم الأراضي الزراعية لتلويث ناتج من النفايات الصناعية السائلة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، التي غالبًا ما يتم تصريفها في المصارف المفتوحة.
اتخذت الحكومة المصرية خطوات جادة ترمي إلى ترشيد استهلاك المياه من خلال تقليل زراعة المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من المياه. حيث أقرّ وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي بخفض مساحة زراعة الأرز من 1.700.000 فدان إلى 724.200 فدان. ويشير تقرير الوزارة إلى أن هذا الإجراء قد يوفر نحو 3 مليارات متر مكعب من المياه. كما تعمل الوزارة على إطلاق حملات توعية للمزارعين بهدف تقليل استهلاك المياه.
أحدث التعليقات