مقدمة حول المسلة غير المكتملة

تعتبر المسلة غير المكتملة واحدة من أبرز المعالم الأثرية في مصر، التي تعرف باللغة الإنجليزية باسم (Unfinished Obelisk). وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي وتقع في منطقة أسوان، وتحديدًا في محجر المسلة بالقرب من المدينة على ضفاف النيل الشرقي، حيث تبتعد حوالي 1 كم عن نهر النيل. يُعد هذا المحجر من أهم مواقع استخراج الجرانيت في أسوان، حيث تم استخدام أحجاره في بناء أهرامات الملك خوفو، وتم اقتطاع العديد من المسلات من داخله.

تعد المسلة المصرية في أسوان الأطول في البلاد، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 42.75 متر، وعرض قاعدتها نحو 4.20 متر، في حين يصل عرضها عند القمة إلى حوالي 2.40 متر. وفي حال تم إنهاؤها، ستصبح أطول مسلة في مصر، ويبلغ وزنها تقريبًا 1168 طن.

تاريخ المسلة غير المكتملة

لا توجد معلومات دقيقة حول تاريخ بدء حفر المسلة غير المكتملة، ولكن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن العمل عليها بدأ في عهد الملكة حتشبسوت، مما جعل بعضهم يطلق عليها اسم مسلة حتشبسوت. كان الهدف من تصميمها هو نقلها ونصبها في معبد الكرنك في الأقصر، حيث تمكن العمال المصريون من حفر المسلة من ثلاث جهات بشكل كامل استعدادًا لإخراجها من الأرض.

ولكن قبل إتمام هذا العمل، اكتشف العمال وجود شق كبير في المسلة، مما جعل إكمالها أمرًا غير ممكن، فتوقف العمل عنها وبقيت على حالها. وما زال الجزء السفلي منها متصلاً بالأرض حتى الآن. وقد اكتشف علماء الآثار محاولات لإنقاذ بعض أجزاء المسلة، والتي قد تعود لمحاولات حدثت في زمن الملك تحتمس الثالث.

تم اكتشاف المسلة غير المكتملة في عام 1921، وأصبح محجر أسوان مكانًا هامًا للأبحاث الأثرية والعلمية، حيث تحافظ الحكومة المصرية عليه، وقد أدرجته منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي في عام 1979.

أهمية المسلة غير المكتملة

رغم عدم إكمال بناء المسلة غير المكتملة وبقائها على الأرض، فإن لها قيمة كبيرة في مجالات الآثار وتاريخها في مصر، حيث تكشف عن طريقة صناعة المسلات وكيفية اقتطاع الأحجار الضخمة. كما عُثر في المحجر نفسه على كرات حجرية مصنوعة من حجر الديوريت.

يبلغ وزن كل كرة حوالي 6 كغم، وقد استخدمها المصريون القدماء كَمطارق لفصل وقطع جوانب المسلة عن الكتلة الصخرية الكبيرة. ويمكن رؤية آثار هذه الكرات على جسم المسلة، وكانت هذه العملية جزءًا من مراحل إنشاء خندق حول المسلة يسمح بتحريرها بشكل كامل عن المحجر الرئيسي.