يمتلك جسم الإنسان القدرة على إفراز الهرمونات بشكل متوازن لتنظيم مختلف العمليات الحيوية. لذا، فإن أي خلل في مستويات هذه الهرمونات، سواء كانت زيادة أو نقصان، قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة الأفراد. من بين هذه الهرمونات المهمة، يبرز هرمون البرولاكتين، المعروف أيضاً بهرمون الحليب، والذي يتواجد لدى كل من الرجال والنساء. على الرغم من وجوده في الجسمين، فإن وظيفته لدى الرجال غير واضحة حتى الآن. يتم إنتاج هذا الهرمون من الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تقع في الدماغ، ولكن تتباين مستويات إفراز هذا الهرمون بين الجنسين.
عادةً، يتراوح معدل هرمون البرولاكتين في الدم بين 3 نانوغرام/ملليلتر و30 نانوغرام/ملليلتر، وتختلف هذه المعدلات بحسب الحالة الفردية. يتغير مستوى الهرمون خلال اليوم، إذ يكون في أعلى معدلاته أثناء النوم ولفترة قصيرة بعد الاستيقاظ، كما يرتفع أيضاً في حالات الضغط الجسدي والعاطفي. بالنسبة للرجال، يُعتبر المعدل الطبيعي أقل من 15 نانوغرام/ملليلتر، بينما يكون لدى النساء غير الحوامل أقل من 20 نانوغرام/ملليلتر. خلال فترة الحمل، يمكن أن يتراوح المعدل بين 10 نانوغرام/ملليلتر حتى 300 نانوغرام/ملليلتر، وهو أمر طبيعي لتحضير الثدي لإنتاج الحليب أثناء الرضاعة. تجدر الإشارة إلى أن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية يساعد أيضاً في تنظيم مستويات الهرمون ويعمل كوسيلة فعالة لمنع الحمل خلال الأشهر الستة الأولى.
على الرغم من أن ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين يُعتبر طبيعياً خلال فترة الحمل والرضاعة، فإن ارتفاعه خارج هذه الظروف قد يدل على وجود اضطراب. وتختلف الأعراض التي تعاني منها النساء عن تلك التي تظهر على الرجال، كما يلي:
كما تم الإشارة سابقاً، فإن الورم البرولاكتيني يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين، مما قد ينتج عنه مجموعة من المضاعفات المحتملة، تشمل:
تتعدد الأسباب وراء ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين، ومن أبرزها: وجود ورم برولاكتيني في الغدة النخامية، بالإضافة إلى قصور الغدة الدرقية، تناول بعض الأدوية، الأمراض المزمنة في الكلى والكبد، وأورام ومشكلات أخرى تتعلق بالغدة النخامية.
للاطلاع على معلومات إضافية حول ارتفاع هرمون الحليب وأعراضه، يُمكنكم مشاهدة الفيديو.
أحدث التعليقات