حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على الرضا في مواضع عديدة، حيث جاء في حديثه: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تكن أغنى النَّاسِ). يعتبر الرضا نقيضاً للسخط، وهو علامة على ارتياح النفس وهدوء القلب تجاه ما اختاره الله سبحانه وتعالى. لكن هذا لا يعني أن يستسلم الفرد ولا يسعى لتحقيق أهدافه، بل يجب أن يبذل قصارى جهده، وعندئذٍ يملأ قلبه بالرضا حتى لو لم تتحقق أهدافه. وقد فهم السلف الصالح هذا المعنى بعمق، حيث كان الرضا جزءًا أساسيًا من صفاتهم وأخلاقهم. فقد ورد عن الكثير منهم أنهم لم يتذمروا من محن الحياة، أو يرغبوا في ما حُرموا منه بل أدركوا أن الأرزاق بيد الله سبحانه، وهو الذي يوزّعها حسب حكمته الخاصة.
الرضا عن الله هو عبادة قلبية تُعبر عن الخضوع التام والامتثال لجميع أوامر الله سبحانه وتعالى، مع حب وإقبال حقيقي عليه. ووفقاً لما ذكره ابن القيم، فإن الرضا يتحقق من خلال ثلاثة أمور رئيسية: توازن الحالات لدى العبد، وتجاوز الخلافات مع الناس، والتحرر من السؤال والإلحاح. فالعبد الذي يتمتع بالرضا الحقيقي بقضاء الله تعالى يرى أن النعمة والبلاء سواءً، ويعتبر كليهما دلالة على حسن اختيار الله له. وقد تم تقسيم الرضا إلى درجات؛ أدناها هو رضا الجمهور بقسم الله، يلي ذلك رضا الخاصة بقضاء الله وقدره، وأرقى درجاته هو رضا خواص الخواص، والذي يتجلى في القبول بما قُدّر من غير تفضيل.
عندما يرضى العبد في حياته برحمة ربه، فإنه ينال العديد من الخصال الحميدة. وفيما يلي بعض من هذه الخصال:
أحدث التعليقات