القبول بما قدره الله والرضا بقضائه

القبول بقضاء الله وقدره

يتوجب على المسلم أن يقبل بما قدّره الله له من مظهرٍ وأبناء وزوجة. فقد عاش الكثير من السلف في فقر ولم تتوفر لهم العديد من النعم، ومع ذلك استطاعوا أن يجدوا السعادة في الخير الذي منحهم الله إياه على الطريق المستقيم. والرضا هنا لا يعني الاستسلام أو الكف عن السعي لتحقيق الأهداف، بل يتضمن بذل الجهود لتحقيق الغايات مع القبول بقضاء الله وقدره بدون جزع أو سخط، فضلاً عن الرضا بحكمه في السراء والضراء، مع الاعتقاد أن ما كتب الله هو الخير كله.

مستويات الرضا

تتفاوت درجات الرضا، وأعلى هذه الدرجات هو الرضا بالله رباً، والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، بالإضافة إلى الرضا بالمقدرات، والالتزام بالدين الإسلامي دون تردد أو تهاون. كما يشمل الرضا بالرسالة التي جاء بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والدفاع عن سنته، وآخر درجات الرضا هي القبول بما هو عليه الشخص من وضعه ومستواه المعيشي.

ثمار الرضا

للرضا آثار عديدة وفوائد، من أبرزها:

  • الرضا يؤدي إلى رضا الله عن عباده، حيث إن الله -عز وجل- يرضى عن من يقوم بعبادته، وعندما يدعوه العبد بتذلل، يقبل الله عليه.
  • يُعتبر الرضا سببًا في زوال الحزن والهم والغم، مما يجعل المسلم يشعر بالراحة والسكينة، على عكس ما ينتج عن السخط الذي يدفع القلب إلى الانزعاج وعدم الاستقرار.
  • الرضا يُخلص العبد من مخالفات الله -تعالى- في الأحكام والشريعة.
  • يعزز الرضا الشعور بعدل الله، حيث إن عدله في العقوبات لا يتعارض مع حكمته.
  • يؤدي الرضا إلى الابتعاد عن مشاعر الحسد والغش، لأن المسلم غير الراضي بما قُدّر له يبقى على ضغينة تجاه الآخرين ويتمنى زوال النعمة عنهم.
  • يجعل الرضا المسلم يسلم لأمر الله، دون شك في حكمته وقدرته، مع قناعة كاملة بأن الله حكيم في كل ما يحدث للعبد.
  • يُثمر الرضا الشكر والامتنان.
  • يساهم الرضا في صفاء الذهن، مما يمكّن العبد من العبادة بتركيز كامل، حيث يصلي بدون تشتيت أو تشتت فكر.
Published
Categorized as إسلاميات