تواجه البشرة العديد من المشكلات الصحية المتنوعة، بحيث ينقسم بعضها إلى حالات مؤقتة تنتج عن التعرض لعوامل معينة، إذ تعود البشرة لطبيعتها بمجرد زوال هذا العامل، بينما هناك مشكلات أخرى تبقي آثارها لفترة طويلة، مما يتطلب معرفة شاملة لفهم أسبابها وكيفية التعامل معها. ومن بين هذه المشكلات، يُعد الكلف والنمش من أكثر الحالات شيوعًا، وغالبًا ما يتم الخلط بينهما. في هذه المقالة، سنستعرض الفروق الرئيسية بينهما، بالإضافة إلى نصائح قيمة للذين يعانون من أي من هاتين المشكلتين.
يُعرف النمش بأنه مجموعة من البقع الصغيرة ذات اللون البني الفاتح، والتي يبلغ قطرها حوالي خمسة ملليمترات. يظهر النمش بشكل شائع لدى أصحاب البشرة الفاتحة، ويزداد ظهوره مع تزايد مدة التعرض لأشعة الشمس، وخاصةً في المناطق المعرضة مباشرة للشمس. الأشخاص الذين يظهر لديهم النمش غالبًا ما يحملون جينات تجعلهم أكثر عرضة لهذه الحالة، حيث يبدأ ظهور النمش في المرحلة العمرية بين سنتين وأربع سنوات تقريبًا. بعض الأفراد يعتبرون النمش علامة جمالية، وإذا رغب الشخص في التخلص منه، فإن إجراء أي علاج طبي لن يكون فعالًا ما لم يتجنب التعرض المستمر لأشعة الشمس دون حماية مناسبة.
الكلف عبارة عن بقع داكنة تظهر عشوائيًا على البشرة، وغالبًا ما تكون على الجبهة أو الوجه بالكامل أو الرقبة. تتأثر هذه البقع بشدة بأشعة الشمس، مما يزيد من حدة المشكلة مع تزايد فترة التعرض. شائع جدًا بين النساء، خاصةً خلال فترات الحمل، نتيجة لتغيير مستويات الهرمونات. وتعد هذه الحالة نادرة الحدوث لدى الرجال. والسبب الرئيسي وراء الكلف هو الاضطرابات الهرمونية أو التفاعلات الكيميائية بين إنتاج الميلانين وهرمون الإستروجين، وتتأثر مناطق محددة مثل الرقبة والجبهة والخدين، وبعض النساء يعانين من هذه الحالة في منطقة البطن أو حول الحلمات. على العموم، تُعتبر النساء ذوات البشرة الداكنة الأكثر عرضة لهذه المشكلة، بينما تكون نادرة لدى أصحاب البشرة الفاتحة. عادةً ما تختفي هذه البقع أو تتناقص بشكل ملحوظ بعد الولادة أو عند توقف تناول حبوب منع الحمل، ولا تصنف هذه الحالة كأحد المشاكل الخطيرة، إذ إنها تظل ضمن طبقات البشرة ولا تصل إلى طبقة الأدمة.
أحدث التعليقات