يُعتبر الشرك بالله -تعالى- من أكبر الذنوب الملقاة على عاتق العبد. ويشير إلى فعل اتخاذ شریک مع الله -تعالى- في العبادة، حيث يُطلق على من يقوم بذلك اسم المشرك. في اللغة، يعني الشرك تقسيم الشيء إلى اثنين، مما يُفقد أحدهما خاصية الانفراد بهذا الشيء. أما في السياق الشرعي، فإنه يعبّر عن تعظيم العبد لمخلوق إلى جانب الله -سبحانه وتعالى-، حيث يُقدسه، ويعبده، ويعظمه كما يفعل مع الله -سبحانه وتعالى-.
يُقسم الشرك وفقاً لما ذكره علماء المسلمين إلى نوعين رئيسيين:
ويعني التوجه الكامل لعبادة غير الله -سبحانه وتعالى- ومنح صفات إلهية لغيره. كل من يسير على هذا الدرب يُعد خارجاً عن ملة الإسلام، ومآله في الآخرة سيكون إلى النار إن توفي وهو على شركه.
يندرج ضمن مفهوم الرياء، حيث يبقى صاحبه ضمن ملة الإسلام، إلا أن أعماله ستكون غير مقبولة ولا تؤجر بسبب الرياء.
تتكرر في القرآن الكريم والسنة النبوية التحذيرات من الشرك بالله -تعالى- بمختلف أنواعه، لما يناله المشرك من عذاب شديد. يقول الله -تعالى-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).
وفي السنة النبوية، قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، ثُمَّ قالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ).
عرف الكفر بأنه إنكار الإيمان بالله -تعالى- ووجوده، مما يشمل إنكار نعمه وفضله على البشرية. كما يمكن أن يتضمن عدم الشكر على النعم التي وهبها الله لنا، ويشير الكفر إلى إخفاء الحقيقة باعتماد الزور والبهتان.
يمكن تصنيف الكفر إلى نوعين: كفر أكبر وكفر أصغر. فالكفر الأكبر يعبر عن اعتقاد ينفي الإيمان بشكل كامل، بينما الكفر الأصغر يعد من الأعمال التي تتنافى مع كمال الإيمان ولكنه لا يُخرج من الملة. وفيما يلي توضيح لكل نوع:
يؤدي الكفر الأكبر إلى الخلود في النار، كما ورد في قوله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ). يتناول ابن القيم -رحمه الله- أنواع الكفر الأكبر، مشيراً إلى خمسة منها: كفر تكذيب، وكفر استكبار مع الإيمان، وكفر إعراض، وكفر شكن، وكفر نفاق.
الكفر الأصغر لا يُبطل أعمال صاحبه ولكنه ينقص منها، ولا يؤدي إلى الخلود في النار إذا دخلها. كما أن استحقاق العقوبة لا يمنع العفو عنه، بخلاف الكفر الأكبر.
يمكن تمييز الشرك والكفر من خلال النقاط التالية:
يُستخدم مصطلح الشرك والكفر بمفهومين متقاربين، ولكن يمكن التفرقة بينهما بحيث يكون الكفر أكثر عمومية، إذ يتناول الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، بينما يرتبط الشرك بعبادة الأصنام والمخلوقات مع التأكيد على وجود الله -سبحانه وتعالى-.
أحدث التعليقات