الفرق بين الأدب المفرد وكتاب صحيح البخاري

التفريق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري

توجد مجموعة من الفروق التي تميز بين الكتابين، نستعرضها في السطور التالية:

  • بخصوص موضوع الكتاب

يتميز صحيح البخاري بكونه يحتوي على أحاديث وآثار تغطي كافة الأبواب والكتب الشرعية، ومن ضمنها كتاب الأدب الذي يعد الكتاب الثامن والسبعون في صحيحه.

أما كتاب الأدب المفرد، فإنه يعد كتابًا مستقلًا عن صحيح البخاري، حيث شُيّد ليكون تكملة لكتاب الأدب الموجود في الصحيح، ويختص بجمع الأحاديث والآثار ذات الصلة بالآداب الإسلامية.

يحتوي الكتاب على مجموعة من الأحاديث التي لا توجد في الصحيح، بالإضافة إلى بعض الآثار الموقوفة. كما يتميز بأنه موسوعة إسلامية شاملة، تحتوي على ما يحتاجه المسلم من الآداب العقدية وأصول الدين وآداب العلم وحقوق الناس والزهد والرقائق ودلائل النبوة ومكارم الأخلاق ومستحسنات الأمور.

  • بخصوص الالتزام بالصحة

التزم الإمام البخاري في كتابه “صحيح البخاري” بأعلى درجات الصحة في الأحاديث التي يرويها، وكان شديد الحرص على هذا الجانب، ولم يتساهل في أي من شروط الحديث الصحيح، مثل عدالة وضبط الرواة، وهو ما يُعرف عنه بشكل واسع.

على الجانب الآخر، كان شرط الإمام في الأدب المفرد أخف، مما أدى إلى وجود بعض الأحاديث الحسنة وأيضًا بعض الأحاديث الضعيفة، مما يختلف فيه الباحثون، وذلك لأن الكتاب يركز على الآداب وفضائل الأعمال وليس على الأحكام أو الحقوق.

  • بخصوص عدد الأحاديث

يحتوي صحيح البخاري على (7563) حديثًا، وعند استبعاد الأحاديث المكررة يكون العدد (4000) حديث. بينما يحتوي كتاب الأدب منه على (256) حديثاً، في حين يشتمل كتاب الأدب المفرد على (1322) حديثاً.

  • بخصوص رواية الأحاديث

عند رواية حديثٍ ورد عن الإمام البخاري يُقال: “أخرجه البخاري” بدون أي زيادة، مما يعني أنه قد تم إخراجه في صحيحه مسنداً وليس معلقًا. في حالة كون الحديث مخرجًا في الصحيح معلقاً يُقال: “أخرجه البخاري معلقاً”.

أما إذا كان الحديث مخرجًا في كتاب الأدب المفرد، يتوجب ذكر ذلك بوضوح، فيُقال: “أخرجه أو رواه البخاري في الأدب المفرد”، وذلك للتفريق بينه وبين ما تم إخراجه في الجامع الصحيح.

مؤلف الأدب المفرد وصحيح البخاري

صاحب الكتابين “الأدب المفرد” و”صحيح البخاري” هو الإمام البخاري، واسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري المتوفي عام 256 هـ. وهو الإمام العَلَم، والحافظ المتقن، والمحدث المعروف -رحمه الله ورضي عنه-.

تسمية الكتابين

اسم “صحيح البخاري” هو الاسم المختصر الشائع بين الناس، لكنه في الحقيقة الاسم الكامل الذي اختاره الإمام البخاري لكتابه عند تأليفه هو “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيامه”.

أما كتاب “الأدب المفرد” فقد صنفه الإمام البخاري ككتاب مستقل عن الجامع الصحيح، وسماه “كتاب الأدب”، لكن العلماء أضافوا مصطلح “المفرد” لتمييزه عن كتاب الأدب الموجود في صحيح البخاري.

كما هو معروف، يحتوي صحيح البخاري على مجموعة من الكتب الفرعية والأبواب، فإذا قمت بفتح صحيح البخاري ستجد كتبًا مثل: كتاب التوحيد، كتاب الإيمان، كتاب الصلاة، كتاب الأدب، وغيرها، ولكي لا يختلط كتاب الأدب ضمن الصحيح مع الكتاب المستقل المسمى “الأدب”، أضاف العلماء كلمة “المفرد” لتمييزه عن الجامع الصحيح.

Published
Categorized as إسلاميات