تعريف القزع وحكمه

• القزع هو أسلوب محدد في حلق الشعر، يتم من خلاله إزالة أجزاء معينة من الشعر مع ترك أجزاء أخرى. وذلك يمكن أن يظهر في عدة طرق مثل حلق وسط الرأس مع ترك الجانبين، أو حلق الجانبين وترك الوسط، أو حلق الشعر من الأمام مع ترك الخلف، أو العكس. يُعتبر أي شكل من أشكال حلق الشعر الذي يتضمن إزالة بعضه وترك البعض الآخر قزعا. وقد ورد تعريف ذلك من قبل عبيد الله بن عمر الذي قال: (إذا حلق الصبي، وترك هاهنا شعرة وهنا وهنا، فأشار إلينا عبيد الله إلى ناصيته وجانبي رأسه). تطلق كلمة “قزع” هنا نسبة إلى معنى السحاب المتفرق في السماء، حيث أن الأجزاء المقطوعة من السحاب تُشبه الشعر الذي يتم حلقه جزئيًا.
• لقد اتفق العلماء على أن حكم القزع هو الكراهة، مستندين إلى ما ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حول قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نهى عن القزع)، ولكن إذا كان حلق الشعر لضرورة مثل المرض أو للتخلص من إزعاج الشعر فهو جائز.

الفرق بين القزع والتخفيف

في ما يتعلق بالتخفيف، فهو يعني تقليل كثافة الشعر دون إزالته بشكل كامل من أي منطقة في الرأس. وبناءً عليه، يمكننا أن نوضح الفروق بين القزع والتخفيف من جهتين:

• الحكم: التخفيف مباح ولا يوجد فيه نهي، وبالتالي لا يشمله حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- السابق ذكره، بينما القزع قد تم الإشارة إلى كراهيته.
• المظهر: في حالة القزع، تكون فروة الرأس ظاهرة بشكل واضح بسبب حلق الشعر تمامًا، بينما في حالة التخفيف، تبقى الفروة مغطاة والشعر هو الظاهر.

علة النهي عن القزع وكراهته

من الأهمية بمكان أن يسلم المسلم لأوامر الله -تعالى- ويتقبل أحكامه، سواء أدرك الحكمة من الأمر أم لم يدركها، إذ أن أفعال الله حكيمة ولا تأتي إلا بخير. يوجد بعض العلل التي ذكرها العلماء في نهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القزع:

• نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن القزع لما فيه من تشويه لخلق الله.
• نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن القزع لأنه يعد زيًا للشيطان ومظهرًا له.
• نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن القزع لأنه يعتبر زياً لليهود وفئة منهم، لذا يعتبر القزع تشبهًا بالكفار.
• نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن القزع لأنه يعد نمطًا لأهل الفسق والشر والفساد.
• نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن القزع لأنه يشبه زي المجوس الذين يحلقون خلف رؤوسهم، ولكن إذا كان المسلم يفعل ذلك لغرض طبي مثل الحجامة فلا مشكلة في ذلك.