مصارف الزكاة تشير إلى الجهات التي حددها الإسلام لتوجيه أموال الزكاة نحوها، والتي تشمل ثمانية أصناف: الفقراء، والمساكين، والعاملين على جباية الزكاة وتوزيعها، والمؤلفة قلوبهم من الذين يُرَجى لهم الإسلام، بالإضافة إلى الرقاب والغارمين الذين تسلطت عليهم الديون، وفي سبيل الله وهم المجاهدون، وابن السبيل الذي انقطع به الطريق.
وقد تناولت الآية الكريمة في سورة التوبة هذا الأمر بوضوح، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). أما الأشخاص الذين لا تُخصص لهم أموال الزكاة فهم كالتالي:
لا تصح الزكاة للفرد الغني الذي يمتلك نصاباً يفوق احتياجاته الأساسية، وينطبق عليه الشروط التي تلزمه بدفع الزكاة. فإن الزكاة تؤخذ من الأغنياء لتُعاد إلى الفقراء والمحتاجين، وليس العكس.
وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن: (أخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتُرد على فقرائهم).
من الفئات التي لا يُفرض عليها الزكاة بإجماع العلماء هم الأقوياء الأصحاء الذين يستطيعون كسب العيش من خلال العمل. يجب على هؤلاء الأشخاص أن يسعى للقيام بعمل يضمن لهم ولعيالهم قضاء احتياجاتهم، ولا يُقبل منهم اختيار العطالة عن العمل بملء إرادتهم.
وهناك دليل على ذلك من الحديث الذي رواه أن رجلين جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان الصدقة، فقال: إن شئتما أعطيتكما، لكن لا حظ لأغنياء ولا لأصحاب قوة مكتسبة. في هذا القول حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل لمن يستطيع، وحث على التعفف عن سؤال الآخرين.
اتفق العلماء على عدم جواز صرف الزكاة لأحد من الكفار. وقد أفاد الإمام ابن المنذر رحمه الله بأن العلماء قد اتفقوا على أن الزكاة لا تُعطى لأحد من أهل الذمة. كما أيده ابن قدامة رحمه الله مشيراً إلى عدم وجود أي معارض من علماء المسلمين على أن الزكاة لا تصح للكافر، بينما المؤلفة قلوبهم هم من يُرَجى إسلامهم.
أيضًا، هناك فئات أخرى لا يُصرف لهم زكاة المال، مثل أولئك الذين يتجاوزون المصارف الثمانية المعروفة، بما في ذلك الملحدون، وأولئك المكرسين أنفسهم للعبادة، وأسر النبي صلى الله عليه وسلم.
أحدث التعليقات