تُقدَّر عدد سكان العالم بحلول عام 2017 بحوالي 7.41 مليار نسمة، مما يمثل زيادة ملحوظة بالمقارنة مع تعداد السكان في عام 1950 الذي بلغ 2.6 مليار نسمة. تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل واتجاهات رئيسية، منها معدلات الخصوبة، وزيادة عدد الأفراد القادرين على الإنجاب. ومن الجدير بالذكر أن معدلات الخصوبة تختلف باختلاف القارات؛ حيث تظل مرتفعة في قارتي أفريقيا وآسيا، بينما تنخفض في القارة الأوروبية. كذلك، يعتبر ارتفاع متوسط العمر المتوقع من العوامل المساهمة في النمو السكاني، حيث ارتفع هذا المتوسط بمقدار 3 سنوات ليصل إلى ما بين 67 و70 عاماً، ويتفاوت تبعاً للقارة. وأخيراً، تلعب الهجرة الدولية دوراً مهماً في التأثير على حجم السكان في المناطق المرسلة والمستقبلة للمهاجرين.
يتأثر توزيع السكان داخل الدول بعدة عوامل تشكل معاً خريطة تمركز السكان في العالم. يمكن تصنيف هذه العوامل إلى فئتين رئيسيتين: العوامل الطبيعية والعوامل البشرية، وكل منها يتضمن مجموعة من العوامل الفرعية التي تسهم في توزيع السكان عالميًا.
تؤثر العوامل الطبيعية في توزيع السكان من خلال تفاعل الإنسان مع بيئته. ومن بين هذه العوامل الهامة:
تلعب تضاريس الأرض من جبال وسهول دورًا كبيرًا في توزيع السكان، حيث يميل البشر للعيش في السهول المنبسطة التي تشهد كثافة سكانية أعلى بسبب سهولة الحركة فيها وملاءمتها للأنشطة التجارية والاقتصادية. بينما يزداد الإقبال على المناطق الجبلية في بعض الأحيان بسبب العوامل المناخية، خاصة إذا كانت هذه المرتفعات توفر ملاذًا هربًا من حرارة السهول. ويُظهر ما يقارب 90% من السكان توزيعًا يتركز في ارتفاعات أقل من 400 متر فوق مستوى سطح البحر.
تعتبر الموارد المعدنية ومصادر الطاقة عوامل جذب رئيسية للسكان، حيث تجذب المعادن مثل الحديد والألماس السكان للعيش في مناطق توفر هذه الموارد. تلعب الصناعات التي تعتمد على هذه الموارد دورًا غير مباشر في جذب السكان لتلك المناطق.
يؤثر المناخ بشكل كبير على توزيع السكان، حيث يميل البشر للعيش في المناطق ذات المناخ المعتدل، الذي يدعم عوامل الحياة الأساسية. عادةً ما يتجنب الناس المناطق ذات الظروف المناخية القاسية، سواء كانت حارة مثل الصحارى المدارية أو باردة مثل المناطق القطبية. يساهم هطول الأمطار في زيادة تمركز السكان في المناطق الزراعية.
تعتبر التربة أحد العوامل الأساسية المؤثرة في توزيع السكان، حيث تلعب دورًا محوريًا في النشاط الزراعي. يتمركز السكان بشكل كثيف في المناطق التي تتميز بالتربية الخصبة مثل التربة الفيضية والبركانية، بينما تكون المناطق ذات التربة الضعيفة أقل جذبًا للسكان.
تكتسب العوامل البشرية أهمية كبرى في توزيع السكان بناءً على مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومن بين هذه العوامل:
تلعب الحِرف مثل الزراعة والصيد دورًا أساسياً في توزيع السكان، حيث تعتمد هذه الأنشطة على وجود مساحات واسعة وموارد محددة تمكّن الأفراد من ممارستها. مع تطور الزمن، انتقلت هذه الحِرف من الأنشطة التقليدية إلى الصناعة، مما أدى إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق الصناعية.
تعتبر شبكة الطرق ووسائل النقل عوامل جاذبة للسكان. تفضل الأعداد الكبيرة من الناس العيش بالقرب من شبكات الطرق حيث يمكنهم الوصول بسهولة إلى أماكن العمل والمنازل، مما ساهم في نشوء مدن جديدة وتجمعات سكانية بجوار هذه الشبكات.
تلعب العادات والتقاليد دوراً أساسياً في العملية السكانية، حيث ترتفع معدلات المواليد في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة الكثيفة، كما تؤثر الحالة الصحية للسكان في مدى الكثافة السكانية.
يُعتبر العنصران التاريخي والسياسي من العوامل المحورية في توزيع السكان، حيث ساهمت الأحداث التاريخية مثل الاستعمار والحروب في تشكيل معالم التوزيع الحالي للسكان، مما أدى إلى نزوح جماعي وتوزيع الكثافة السكانية في مناطق مختلفة حول العالم.
لا يمكن وصف توزيع السكان حول العالم بأنه متجانس أو متساوٍ، وهذا يعزى إلى العديد من العوامل التي تم ذكرها سابقًا. ومن بين الأنماط الملحوظة:
أحدث التعليقات