العوامل المؤثرة في تطوير الجانب الانفعالي للأطفال

العوامل المؤثرة في النمو العاطفي

يعد نمو الأطفال عملية فريدة ومعقدة، إذ يمكن أن تظهر تقلبات بسيطة أو كبيرة في تطورهم العاطفي، ويرجع ذلك إلى تأثير مجموعة متنوعة من العوامل، ومن أبرزها ما يلي:

الأسرة

تعتبر العلاقة بين الطفل وشخص بالغ، وعلى وجه الخصوص الأم، حجر الزاوية في توسعهما الاجتماعي والعاطفي خلال الطفولة. لذلك، فإن تصرفات الوالدين تلعب دورًا حيويًا في ضمان الصحة العاطفية للرضع، ويتوجب على الأهل أن يكونوا واعين لاحتياجات أطفالهم. فبكاء الرضيع يمثل طريقة للتواصل، بينما الابتسامة تدل على السعادة أو الحاجة لمزيد من التفاعل.

يتطلب الأمر أيضًا تفاعل الوالدين مع الطفل بشكل مكثف. يمكن للرضع، حتى في سن الثلاثة أشهر، تقليد تعبيرات وجوه والديهم وإخوانهم، بينما يجد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة المتعة في التواجد مع أقرانهم، على الرغم من أنهم، حتى بلوغهم سن الثانية، لا ينخرطون في اللعب مع الآخرين بشكل مباشر. من ناحية أخرى، فإن الأطفال الذين يعيشون في أسر تتسم بالعنف أو الإساءة يكونون أكثر عرضة للشعور بمشاعر سلبية.

المدرسة

تعد المدرسة بعد الأسرة من أهم البيئات التي يتفاعل فيها الأطفال. إن طبيعة التفاعل الذي يحدث بين الطفل وأقرانه تؤثر مباشرة على تكوين مشاعر إيجابية أو سلبية لديه، ومن هنا، يجب على المؤسسات التعليمية العمل على تعزيز النمو العاطفي الإيجابي بين الأطفال.

أيضًا، فإن إتاحة الفرصة لتلقي التعليم المنهجي مبكرًا في حياتهم تؤثر بشكل كبير على نموهم العاطفي، فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يتمكنون من البدء بالتعليم في مراحل الطفولة المبكرة غالبًا ما يمتلكون فرصًا أفضل لبناء علاقات اجتماعية وتنمية مهاراتهم. يمكن لتعزيز المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة من خلال الأنشطة المنظمة والمشاريع الإبداعية أن يسهم في تعزيز تقدير الطفل لذاته.

الخبرات

تسهم التجارب التي يعيشها الطفل خلال طفولته في تشكيل نموه العاطفي، فهذه التجارب تساعد على بناء شعور الثقة والأمان لدى الطفل.

العاطفة

الأطفال الذين ينعمون بالكثير من المودة في مراحل طفولتهم يميلون إلى تطوير نمواً عاطفياً إيجابيًا. فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون مظاهر الحنان، مثل العناق والقبل، من أفراد أسرهم يظهرون نمواً عاطفياً إيجابيًا.

البيئة المحيطة

تعتبر البيئة التي ينشأ فيها الطفل مهمة جدًا في تعزيز نموه العاطفي الإيجابي، حيث إنها تحدد مسار نموه. إذا كانت تلك البيئة تتسم بالضغط العاطفي، فقد يعاني الطفل من عدم الاستقرار العاطفي. أما إذا كانت البيئة متوازنة، فإن الطفل يصبح أكثر قدرة على التحكم في عواطفه والتصرف بما يتماشى مع المعايير الاجتماعية المقبولة.

الظروف الاجتماعية والاقتصادية

من المحتمل أن يتعرض الأطفال الذين ينشأون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة لمشاعر سلبية قد تعوق نموهم العاطفي. وقد أشارت الدراسات إلى وجود علاقة بين مستويات دخل الأسرة ونمو الطفل، حيث نجد أن الأسر ذات الدخل المحدود تنجب أطفالًا قد يواجهون مشكلات عاطفية، وذلك نتيجة لضغوط العمل الطويلة التي يتعرض لها الآباء، مما يؤثر في قدرتهم على التواصل مع أطفالهم. كما أن الأسر ذات الدخل المنخفض غالبًا ما لا تتمكن من توفير التعليم المناسب في مرحلة الطفولة المبكرة.

الحالة الصحية للطفل

لا يمكن للطفل أن يحقق نموًا سليماً وشاملاً دون الحصول على تغذية كافية؛ لذا فإن الصحة الجيدة تمثل عاملًا حاسمًا في النمو العاطفي والنمو العام للطفل. كما أن الاضطرابات الجينية والأمراض يمكن أن تؤثر سلبًا على النمو العاطفي خلال مرحلة الطفولة، حيث أظهرت الأبحاث أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون أو مشكلات مشابهة قد يواجهون تحديات في تحقيق نمو عاطفي إيجابي.

العوامل الوراثية

تشير بعض الدراسات إلى وجود تشابه بين التطور العاطفي للأبناء وآبائهم، مما يسلط الضوء على دور العوامل الوراثية في هذا المجال.

Published
Categorized as أدب الطفل وقصصه