العلاقات السامة بين الأهل
تعد العائلة المصدر الأساسي الذي يشكل سلوك الفرد وأفكاره ورؤيته لذاته. لذا، قد يكون من الصعب على الفرد التعرف على وجود علاقة سامة مع والديه، حيث يعتبران دائمًا مرجعية لتقييم الأمور. ورغم ذلك، فإنه من الضروري أن يدرك الأبناء أن الآباء بشر أيضًا، وقد يقومون بأخطاء وسلوكيات غير صحية. إن عدم فهم الأبناء للتحديات والمصاعب التي يواجهها الأهل، بالإضافة إلى عدم اعتبار الآباء لمشاعر أبناءهم واحتياجاتهم النفسية، قد يؤدي في النهاية إلى مشاكل يصعب حلها. ومن الجدير بالذكر أن هناك خطًا رفيعًا يفصل بين الخلافات العائلية والسلوكيات السامة التي قد يتبعها الأهل تجاه أبنائهم.
أنماط العلاقات الأسرية غير الصحية
من المهم فهم تأثير العلاقات الأسرية غير الصحية على حياة الأفراد، ولتحقيق ذلك يجب التعرف على أنماطها. وفيما يلي بعض أنماط العلاقات الأسرية غير الصحية:
- معاناة أحد الوالدين أو كليهما من الإدمان، مثل إدمان الكحول أو المخدرات.
- تهديد أحد الوالدين للأبناء بالعنف الجسدي كوسيلة للسيطرة عليهم.
- استغلال الأبناء من قبل أحد الوالدين، حيث يعاملون كالامتيازات التي تلبي احتياجات الوالدين فقط.
- عدم قدرة الوالدين على توفير الرعاية المادية أو المعنوية، بما في ذلك التهديد بسحب الدعم العاطفي.
- السيطرة على الأبناء من قبل أحد الوالدين، حيث يُفرض عليهم معتقدات معينة، سواء دينية أو سياسية أو مالية.
كيف تعرف أنك في علاقة سامة مع والديك؟
هناك عدة علامات تشير إلى أنك في علاقة سامة مع أحد والديك أو كليهما. من بين هذه العلامات:
- إنكار أحد الوالدين لشيء لاحظته، أو تفسيرات مختلفة للأحداث الماضية.
- يتم تجاهلك أو انتقادك بسبب مشاعرك أو أفكارك.
- تباعد أحد الوالدين بشكل مفرط عنك أو تدخلهم بشكل غير لائق في حياتك.
- وجود مطالب مفرطة مثل تغيير سلوكك أو أصدقائك، أو العكس بعدم تلقي أي توجيه.
- تفضيل أحد الوالدين عليك بطريقة غير عادلة.
- حرمانك من التواصل المباشر مع أفراد الأسرة الآخرين.
- منعك من العودة إلى المنزل.
- التعرض للعنف الجسدي مثل الضرب أو الخدش أو الركل.
أثر العلاقات الأسرية السامة على الفرد
يمكن أن تستمر تأثيرات العلاقات الأسرية السامة على الأبناء لفترة طويلة مما يعيق قدرتهم على تشكيل أسر صحية. وفيما يلي بعض الآثار الناتجة عن هذه العلاقات:
- صعوبة في بناء الثقة بالنفس أو بالآخرين، مما ينعكس على تعاملاتهم مع من حولهم.
- مواجهة صعوبات في الأداء الأكاديمي والعلاقات المهنية.
- إنكار الأذى الذي يتعرضون له، والسعي لإظهار صورة أسرهم كعادية.
- تكوين مفاهيم سلبية عن الذات.
ما يجب عليك فعله للتعامل مع علاقة أسرية سامة؟
بينما لا يمكنك تغيير سلوك الآخرين، يمكنك اتخاذ خطوات للحد من تأثير هذه العلاقات السامة. إليك بعض النصائح:
إنشاء الحدود
البحث عن الحدود هو الخط الذي تحدده لنفسك ومن الضروري الحفاظ عليه، سواء على المستوى الجسدي أو العاطفي. إليك بعض النصائح لوضع حدود في العلاقات الأسرية السامة:
- كن واضحًا بشأن الحدود التي تحددها ولا تترك مجالًا للتفسير: من المتوقع أن يسعى الآخرون لتجاوز الحدود، وهذا هو أحد علامات العلاقة السامة.
- اجعل التواصل حول هذه الحدود واضحًا: يمكنك أن تقول “لا” لوالديك مع الحفاظ على calmness، وتجنب اللوم والدفاع الزائد.
- قوم بتقييم تطورك باستمرار: اسأل نفسك: “هل يرعى والداي حدودي؟” فإذا لم يكن الأمر كذلك، قد يحتاج الأمر لخطط بديلة.
التعافي من العلاقة السامة
من المهم أن تخصص وقتًا للتفكير في تجارب طفولتك وكيف أثرت عليك. إذا شعرت بالتردد، يمكنك طلب مساعدة مختص نفسي ليوجهك في البداية. وإليك بعض الاقتراحات:
- اكتب قائمة بالأمور التي ترغب في تغييرها.
- بجانب كل سلوك، اكتب كيف تود أن تتصرف أو تشعر بدلاً من ذلك.
- ضع أولويات واختر سلوكًا لتبدأ به.
- مارس السلوك الإيجابي الذي تريده بدلاً من السلبي.
- بعد إتقان سلوك فردي، انتقل إلى سلوك آخر من قائمتك.
ماذا تفعل إذا اكتشفت أنك والد سام؟
يقول الكاتب فريدريك دوجلاس: “من السهل بناء أطفال أقوياء على إصلاح الرجال المحطمين”، لذا حاول الالتزام بالنصائح أدناه للمساعدة في تحسين علاقتك مع أبنائك:
- استمع إلى ما يشاركونك به: قد يواجهون تحديات مع أصدقائهم أو في علاقاتهم، لذا دعهم يشرحون مشكلاتهم ثم ساعدهم في فهم عواقب أفعالهم.
- ابدأ في منح الثقة لأبنائك وآمن بقدراتهم في اتخاذ القرارات: إذ أن فقدان الثقة يعد سببًا رئيسيًا للنزاعات الأسرية.
- أشِد بهم عندما يحققون إنجازات: إن التقدير يحفزهم على تحقيق المزيد من السلوك الإيجابي.
- اقضِ وقتًا ممتعًا مع أبنائك بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية: ستساعد هذه الأنشطة على تعزيز الروابط الأسرية وتقليل النزاعات.
أحدث التعليقات