العالم البتاني: عالم مسلم في الفلك والرياضيات
لمحة عن العالم البتاني
محمد بن جابر بن سنان بن حران البتاني، المعروف بلقب أبي عبدالله و”بطليموس العرب”، وُلد في عام 854 ميلادي في منطقة بتّان الواقعة شمال غرب العراق. يُعتبر البتاني واحداً من أبرز عُلماء الفلك والرياضيات، وهو مشهور بذكائه الفطري وإسهاماته العديدة في كلا المجالين. تُعَدّ ملاحظاته حول الشمس والقمر، وما يتعلق بحركتهما، من أبرز إنجازاته، إذ تتصف هذه الملاحظات بالدقة والتمحيص. لقد لاحظ البتاني ببراعة الفروق في المسافة بين الأرض والشمس وعدم ثباتها، مما ساهم في استنتاجاته حول الكسوف الحلقي، الذي يحدث عندما يتواجد القمر بين الأرض والشمس في خط مستقيم.
أهم إنجازات العالم البتاني
قدّم البتاني العديد من الإنجازات القيمة في مجالات الفلك والرياضيات، ومن أبرزها:
- وضع أسس جديدة لدراسة الجيب وابتكر مفاهيم جيب التمام والظل في علم حساب المثلثات.
- جمع ملاحظاته الفلكية في كتابه الشهير “الزيج الصابئ”، الذي يتضمن مقدمة مميزة يوجه فيها الأجيال المقبلة لمواصلة تطوير أعماله. وقد تضمنت تفاصيل حول الكرة السماوية وتقسيماتها، فضلاً عن فهرس للنجوم، ونظريات حول حركة الشمس والكواكب.
- قدم شروحات تفصيلية لظواهر أطوار القمر.
- أجرى رصدًا دقيقًا لظواهر الكسوف والخسوف، موضحاً من خلاله طريقة حدوث كل من الكسوف الحلقي والجزئي ومواقع الشمس والأرض والقمر في هذه الحالات.
- كان من بين أولى العلماء المسلمين الذين استخدموا الرموز “س” و “ص” لتسهيل حل المعادلات الرياضية.
- ألف العديد من الكتب المهمة، مثل “معرفة مطالع البروج” و”تعديل الكواكب”.
- ساهمت حساباته الدقيقة في تعزيز علم الفلك، حيث اعتمد العالم دمنتورن على ملاحظاته حول الكسوف والخسوف في عام 1749 ميلادي في تحديد تسارع حركة القمر عبر القرون.
- اكتشف البتاني حركة الأوج الشمسي وتقدم المدار الشمسي وانحرافاته.
- عُرف بكثرة سفره وترحاله، حيث زار العديد من البلدان بحثاً عن العلم والتعلم، والتقى بالعديد من العلماء والفلاسفة، محققًا استفادة كبيرة من علومهم. كما كان ينظم المحاضرات والندوات التي كانت تجذب العديد من العلماء والفلاسفة، ومن بينهم الأسطرلابي ويحيى بن أبي منصور.
وفاة العالم البتاني
توفي البتاني عام 929 ميلادي أثناء عودته مع سكان بلدته من رحلة إلى بغداد، حيث وُجد جثمانه بالقرب من مدينة سامراء الحالية. وقد أشاد به العلماء البارزون مثل كوبرنيكوس وكبلر، معبرين عن تأثيره الواضح والهام في أعمالهم، واعتمادهم الكبير على علمه في دراساتهم وملاحظاتهم.
أحدث التعليقات