الظواهر الاجتماعية السلبية في البيئة المدرسية

فهم الآفة الاجتماعية وعواملها المؤثرة

تشير الآفة الاجتماعية إلى أي سلوك أو حالة تنتج عنها عواقب سلبية تؤثر على مجموعة كبيرة من الأفراد في المجتمع. عادةً ما يتم التعرف على هذه الحالة كظاهرة تحتاج إلى تدخل، وتعتبر الآفات الاجتماعية مسألة تم الاعتراف بها من قبل المجتمع ككل على أنها تعوق الأداء الفعال له. من الضروري أن ندرك أن ليس كل ما يحدث في المجتمع يستحق وصفه بمشكلة اجتماعية أو آفة، وقد تم تحديد أربعة عناصر رئيسية تعكس الآفة الاجتماعية، وتشمل:

  • إقرار المجتمع بماهية الوضع كتحدي عام ذو تأثيرات سلبية واضحة.
  • تعارض الحالة مع القيم والمعايير الاجتماعية المقبولة.
  • اعتراف نسبة كبيرة من السكان بالمشكلة كقضية مثيرة للقلق تمس حياتهم اليومية.
  • إمكانية معالجة المشكلة أو تقليل حدتها عبر التعاون الجماعي.

الآفات الاجتماعية في البيئة المدرسية

يتأثر الطلاب بالعديد من المؤثرات الخارجية والمجتمعية، كما توضح النظرية البيئية لتنمية الطفل، حيث تتداخل العلاقات بين الطلاب والمدارس والمجتمع بشكل تأثيري. وفيما يلي بعض الآفات الاجتماعية المنتشرة في المدارس:

التدخين

يعتبر تدخين السجائر، خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، سببًا رئيسيًا لظهور مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. تشير الإحصائيات الأمريكية إلى أن 87% من المدخنين البالغين قد جربوا سجائرهم الأولى قبل أن يبلغوا 18 عامًا، وأن حوالي 2500 طفل دون سن 18 عامًا يجربون التدخين شهرياً، ما يتسبب في تحول 400 منهم إلى مدخنين منتظمين، حيث أن نصف هؤلاء سيتعرضون للمخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين مستقبلاً.

بالإضافة إلى ذلك، تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة للإدمان على النيكوتين مقارنة بأولئك الذين يبدأون في سن لاحق. وما يثير القلق أن معظم المراهقين الذين دخنوا 100 سيجارة أو أكثر في حياتهم يعبرون عن رغبتهم في الإقلاع، إلا أنهم يواجهون صعوبة في تحقيق ذلك.

العنصرية

تتجلى العنصرية في حرمان الطالب من حقوقه الشخصية أو تهميشه بسبب عرقه أو ثقافته أو دينه، الأمر الذي يؤثر عليه نفسيًا ويزيد من فرص التعرض للاكتئاب والقلق. قد تتسبب العنصرية في الإضرار بصحة الطلاب الجسدية والنفسية، كما تؤدي إلى فقدان الفرص الحيوية. يتعلم الطلاب مثل هذه السلوكيات عبر الملاحظة والتفاعل مع أقرانهم.

تلعب المدرسة دوراً حيوياً في معالجة هذه القضية من خلال تثقيف الطلاب حول أهمية المساواة ورفض التمييز العنصري. يجب تنظيم دروس توعوية وفتح نقاشات حيوية حول التأثيرات السلبية للتمييز، وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.

التنمر

إذا لم يتم التعامل مع ظاهرة التنمر في مراحل مبكرة، فإنها قد تتطور إلى مشاكل أكبر تؤثر بالسلب على المجتمع والأفراد المستهدفين. يعوق التنمر أجواء التعلم ويساهم في اختلال التنمية الاجتماعية للطلاب. يتمثل التنمر في تعرض الفرد بشكل متكرر لتصرفات مضايقة من طالب أو مجموعة معينة، ولا تشمل هذه التصرفات فقط الألفاظ، بل تمتد لتشمل الاستبعاد عن المجموعات.

يشعر الأطفال الذين يتعرضون للتنمر بعدم الأمان والراحة، ومن المهم تعويدهم على فهم أن الأفعال قد تظهر عشوائياً في البداية، ولكن إذا استمرت دون تدخّل، تصبح مقصودة. يجب على البالغين توضيح أن سلوكيات التنمر غير مقبولة، وأن التدخل المبكر يمكن أن يمنع تفاقم المشكلة فيما بعد. ويمكن للمعلمين وأولياء الأمور أن يطبقوا ما يلي عند معالجة التنمر في المدارس الابتدائية:

  • التأكد من عدم تجاهل أي حادثة تنمر عند وقوعها.
  • تنظيم مناقشات تفاعلية لتعزيز الوعي بخطورة التنمر.
  • توفير فرص للتفاعل الإيجابي بين الطلاب.
Published
Categorized as معلومات عامة