تُعتبر فترة الخطوبة مرحلة تمهيدية وليست عقداً رسمياً، ولا تترتب عليها الآثار القانونية كما هو الحال في الزواج. حتى مع قراءة الفاتحة أو تبادل الهدايا، يبقى للخطوبة ضوابط وأحكام يجب الالتزام بها. فيما يلي تفاصيل هذه الضوابط:
الأصل في الحديث بين الطرفين هو الإباحة، شريطة أن يتقيد كل منهما بالحدود الشرعية. وفيما يلي أهم الضوابط المتعلقة بالحديث بين المخطوبين:
شرع الإسلام للرجل والمرأة النظر إلى بعضهما خلال فترة الخطوبة، لكن ذلك يتطلب مراعاة بعض الضوابط. وتتمثل هذه الضوابط فيما يلي:
تكمن الحكمة من هذه الضوابط في تعزيز الألفة والطمأنينة بين الطرفين، وضمان التفاهم الكامل بينهما. كما يجب أن يتحقق كل منهما من تقبل مظهر الآخر، إذ إنّ الزواج يشمل مشاركة كافة تفاصيل الحياة، وفقاً لما أكدته الآيات القرآنية في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).
يجدر الذكر أن الفقهاء اتفقوا على مشروعية النظر، ومن الضروري أن تتحلى المخطوبة بالحشمة وعدم التبرج، حيث تعتبر في فترة الخطوبة أجنبيّة عن الخاطب.
لا يجوز أن تُخطب المرأة وهي مخطوبة لشخص آخر؛ لتجنب حدوث أي نزاعات أو مشاكل. وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحظر ذلك، منها ما رواه الإمام البخاري عن الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.
يجب مراعاة مشاعر الطرف الأول، فإذا رفضت المرأة الخاطب الأول، يجوز للثاني التقدم لخِطبتها، والأفضل له أن ينتظر فترة وجيزة. كما اختلف الفقهاء حول فترة الانتظار، فمنهم من أجاز ذلك استناداً إلى عدم إنكار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخطبتي فاطمة بنت قيس.
تباينت آراء الفقهاء حول حكم الخطبة إلى رأيين رئيسيين:
تختلف مشروعية الخطبة حسب حال المخطوبة والخاطب:
لا يوجد نص يحدد مدة الخطبة، فهي تتوقف على إرادة الطرفين. ومع ذلك، يُفضل عدم إدخال تأخير غير مبرر، إذ شجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سرعة الزواج.
تتضمن الخطبة عدة آداب تسهم في اتخاذ القرار الصحيح نحو الزواج وتحقيق الاستقرار، ومنها:
تُعتبر الاستخارة مشروعة في جميع الأمور بما في ذلك الخطبة، بالإضافة إلى استشارة أهل الخبرة.
يتوجب على كلا الطرفين توضيح جميع الجوانب وعدم إخفاء أي معلومات تؤثر على العلاقة بينهما.
ينبغي لكلا الطرفين اختيار الشريك الحسن السوي المعروف بأخلاقه وديانته.
على الولي أو من يتولى أمر الزواج أن يراعي مصلحة المرأة ويعمل على تحقيق ما هو لصالحها.
تهدف الخطبة إلى الوصول إلى توافق بين الطرفين، لكن قد يقرر أحدهما أو كليهما الرجوع. ويُعرف ذلك في الفقه الإسلامي بـ “العدول عن الخطبة”.
تباينت آراء الفقهاء حول الهدايا التي تم تقديمها خلال فترة الخطبة، وكانت الآراء كالتالي:
أحدث التعليقات