في مملكة تسكنها الحيوانات حيث يعتبر البقاء للأقوى، كان هناك ضفدع قد أثبت للجميع أن المحافظة على الحياة ليست حكراً على الأقوياء وإنما يمكن أن تكون للأفضل. هذا الضفدع قدم درساً مفاده أنه لا مكان لليأس في الحياة، ولا حياة مع اليأس.
كان هذا الضفدع يعيش مع إخوته في مستنقع صغير وسط غابة شاسعة مليئة بالوحوش المنافسة والحيوانات الأليفة. في يوم من الأيام، فقد والداه خلال مطاردة للصيادين، حيث تسبب دوي الرصاص في رعب جميع الحيوانات الصغيرة، مما أدى إلى أن تصبح هذه الحيوانات عبيدًا للوحوش القوية. أما الأسود، فقد تعهدت بحماية الحيوانات الصغيرة من خطر الصيادين مقابل خضوعهم لأوامرها، وهنا تبدأ حكاية هذا الضفدع.
ذات يوم، طلبت الأسود من الضفادع تنظيم سباق صغير بينهم، وكانت الجائزة الممنوحة للضفدع الفائز هي الحرية من هيمنة الأسود بالإضافة إلى الحماية من الصيادين، الأمر الذي كان يسعد الأسود ويعد مجرد ترفيه لهم.
سمع الضفدع عن المسابقة، وبما أنه كان يطمح لتغيير مصيره ومصير والديه الذين انتهت حياتهم بسبب تمردهم على الأسود، قرر المشاركة في السباق. وما إن بدأت سباق القفزات، حتى بدأت الضفادع الأخرى تتصادم وتنطح بعضها رغبة في الفوز.
رغم ذلك، تمكن الضفدع من تجاوز حشود الضفادع الأخرى ليحقق المركز الأول، لكن بعد عدة قفزات، سقط في حفرة عميقة برفقة ضفدع آخر. كانت هذه الحفرة عميقة لدرجة أن أي ضفدع لم يكن بمقدوره الخروج منها. رفضت الأسود مساعدتهما، ومنعت أي حيوان آخر في الغابة من تقديم المساعدة استنادًا إلى قوانين السباق، وبالتالي حاول الضفدع الخروج ولكن دون جدوى.
مع تزايد الخوف وارتفاع محاولات الهروب، لقي الضفدع الآخر حتفه، لكن ضفدعنا لم يتأثر بذلك، حيث كانت بقية الضفادع تشير إليه حتى قالوا له إنه من المستحيل الخروج. وبدلاً من ذلك، عرضوا عليه إحضار الطعام له يوميًا.
رغم كل ذلك، استمر الضفدع في محاولاته حتى تمكن من الخروج من الحفرة، وعندما خرج، تعجب جميع من حوله من عزيمته القوية وسألوه عن سر صموده. لم يرد عليهم، ليكتشفوا لاحقًا أنه أصم بسبب دوي الرصاص الذي اعتاد على سماعه منذ نعومة أظفاره، وهذا ما منحه القوة والعزيمة على الهروب. حيث كان يعتقد أنهم يشجعونه على الخروج، بينما كانوا في الحقيقة ينصحه بعدم القيام بذلك.
وبذلك، تمكن من تحقيق حريته من استبداد الأسود، واستفاد من الحماية التي توفرها الأسود للضعفاء ضد الصيادين. إنها حقًا قصة الضفدع المجتهد الذي تحدى الصعوبات واستطاع تحقيق النجاح.
أحدث التعليقات