الصور البلاغية في قصيدة عن إرادة الحياة

الصور البلاغية في قصيدة إرادة الحياة

تحتوي قصيدة “إرادة الحياة” على مجموعة من الصور البلاغية التي تعكس جمال معانيها، ومن أبرز هذه الصور ما يلي:

  • قوله:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

هنا، يماثل الشعر القدر بإنسان يستجيب لمطلب معين أو يتجاهله، وذلك عبر استعارة مكنية تم فيها حذف المشبه به مع الاحتفاظ بأحد لوازمه (يستجيب).

  • قوله:

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

يشبّه الشوق بالإنسان الذي يعانق آخر، مما يعد استعارة مكنية أيضًا، حيث تم حذف المشبه به مع إبقاء أحد لوازمه.

  • قوله:

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ

وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

هنا، تشير الشاعر إلى الريح كما لو كانت إنسانًا يقوم بالدمدمة، وتمت الإشارة هنا إلى استعارة مكنية أيضًا.

  • قوله:

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ

رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

يُشبه المنى بالشيء الذي يُركب، وهذا أيضًا يعتبر استعارة مكنية حيث تم حذف المشبه به.

  • قوله:

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ

أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

تجعل الأرض كائنًا يتحدث وينتظر الإجابة، وهي استعارة مكنية حيث تم حذف المشبه به.

  • قوله:

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ

ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

هنا، يُشبه الأفق بالإنسان الذي يحتضن غيره، بالتالي هي استعارة مكنية تم حذف المشبه به.

كلمات قصيدة “إذا الشعب يومًا أراد الحياة”

كتب الشاعر أبو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ

وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ

وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ

رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنبْ وُعورَ الشِّعابِ

ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ

يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ

وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ

وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ

وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ

أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ

ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ

ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ

ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ

ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا

ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ

فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ

منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ

وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ

متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ

سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ

وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ

سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ

لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ

فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ

تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ

وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ

محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ

يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ

شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ

فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ

وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ

وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ

وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ

وتهوي الغُصونُ وأوراقُها

وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ

وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ

ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ

ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ

تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ

وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ

ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ

وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ

معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ

وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ

لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ

وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ

وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ

وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ

ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ

وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ

وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً

موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ

تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ

وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ

الأفكار الرئيسية في قصيدة “إذا الشعب يومًا أراد الحياة”

تطرح القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسية، من أبرزها ما يلي:

  • إن الظلم زائل لا محالة، سواء شاء الظالمون ذلك أم لم يشاؤوا.
  • إن الطموح سيصل حتمًا في يوم ما.
  • الحياة تبارك الإنسان الذي يسعى للأفضل.
  • الأمل هو نجم الإنسان في هذه الحياة، وعند فقدانه، يفقد الإنسان ذاته.
  • كل مظاهر الكون مخلوقة من الأمل، وتمقت اليأس.
  • يتكرر تعاقب الفصول على الأرض كقدر من الله، ومثله تعاقب الفصول في حياة الفرد.
Published
Categorized as معلومات عامة