الصور البلاغية في قصيدة تتحدث عن شجاعة الأفراد المنتمين للفضيلة والكرامة

الصور البلاغية في قصيدة على قدر أهل العزم

تعتبر قصيدة المتنبي الشهيرة في مديح سيف الدولة الحمداني من أبرز الأعمال الشعرية، حيث يتناول في مطلعها مفهوم العزائم وقدرها. فيما يلي نستعرض أبرز الصور البلاغية المستخدمة في هذه القصيدة:

  • عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

تُعتبر هذه العبارة استعارة مكنية، حيث تم تشبيه العزائم بالإنسان الذي يأتي، مع حذف المشبه به مع الإبقاء على بعض لوازمه.

  • وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

تكرار الاستعارة المكنية هنا يعكس تشبيه المكارم بالإنسان الذي يأتي، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

  • هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها

تستخدم استعارة مكنية هنا، حيث تم تشبيه الحدث الحمراء -وهي مدينة- بالإنسان العاقل، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

  • فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

هذه العبارة تعبر عن استعارة مكنية، حيث تم تشبيه الجماجم الساكنة بالإنسان الذي يُسقى، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

  • وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

استعارة مكنية أخرى، حيث تم تشبيه المنايا بالبحر الذي له أمواج، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

  • طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها

تمثل استعارة مكنية هنا، حيث تشبه الدهر بالضواري التي تُطارد فريستها، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

  • تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ

أيضًا تمثل استعارة مكنية، حيث شبّهت الليالي بالذي يأخذ الأشياء كإنسان، مع حذف المشبه به والإبقاء على بعض لوازمه.

قصيدة على قدر أهل العزم

يقول أبو الطيب المتنبي في مديح سيف الدولة:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ

وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها

وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ

فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا

وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت

وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها

عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ

وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلًا مُضارِعًا

مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها

وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ

فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم

سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ

ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ

وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ

فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ

فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا

وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ

كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً

وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى

إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً

تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

Bضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ

وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها

وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما

مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ

كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى

وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها

بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها

كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ

قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ

وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ

وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى

بِما شَغَلَتهامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ

عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ

وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ

وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ

وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ

فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى

فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ

إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا

وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى

وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى

وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

الأفكار الرئيسة في قصيدة على قدر أهل العزم

تتضمن قصيدة على قدر أهل العزم مجموعة من الأفكار الرئيسية، ومن أبرزها:

  • التأكيد على أن الأحداث في الحياة والأقدار تأتي طبقًا لمرتبها ومقدار أصحابها.
  • مديح سيف الدولة الحمداني، وتجسيد صفاته من الشجاعة والعزم عليه وعلى جيشه.
  • وصف الإنجازات التي حققها جيش سيف الدولة في مدينة الحدث الحمراء.
  • بيان عجز الأعداء من الروم والروس عن تدمير القلعة التي بناها سيف الدولة.
  • مواصلة المدح لسيف الدولة مع الإشارة إلى الهدايا والعطايا التي يتوقعها منه، مع تسليط الضوء على كرمه.

معاني المفردات في قصيدة على قدر أهل العزم

تتضمن قصيدة على قدر أهل العزم عددًا من المفردات التي تحتاج إلى توضيح معنى، ومنها:

المفردة معنى المفردة
الضراغم جمع ضرغام، وهو الأسد الضاري.
القشاعم جمع قشعم، وهو النسر المسن.
تمائم جمع تميمة، وهي ما يُعلَّق لدفع الشر ونحوه.
خميس الجيش الجرار.
الغماغم جمع غمغمة، وهو صوت الأبطال عند القتال.
Published
Categorized as معلومات عامة