الصور البلاغية المستخدمة في قصيدة “سلوا قلبي”

الصور البلاغية في قصيدة “سلوا قلبي”

تتضمن قصيدة “سلوا قلبي” العديد من الصور البلاغية التي تعزز معانيها ودلالاتها الشعرية، وفيما يلي بعض هذه الصور:

الاستعارة

من الاستعارات الموجودة في القصيدة:

  • سَلوا قَلبي

تعتبر استعارة مكنية، حيث تم تشبيه القلب بشخص يُسأل، مما يسمح بحذف المشبه به وهو الإنسان مع الإبقاء على ما يدل عليه، وهو السؤال.

  • تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

تُعد استعارة مكنية، إذ تم تشبيه الجمال بشخص يأخذ ويترك، مما أدى إلى حذف المشبه به مع الاحتفاظ بدلالة الترك.

  • وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ

لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

تعتبر استعارة مكنية، حيث تم تشبيه القلوب كإنسان يتحمل العذاب، مع حذف المشبه به والاحتفاظ بالباقي.

المجاز

من المجازات في القصيدة:

  • إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً

قام الشاعر بتصوير القلب كإنسان يمكن استجوابه والحوار معه، حيث تم استخدام لغة المجاز في مخاطبة شيء معنوي.

  • تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

صوّر الشاعر الدموع كأنها إنسان يُجيب الآخرين، مما يجعل الكلام يحمل معنى غير مألوف من الناحية اللغوية، إذ تحدث الدموع كأنها إنسان.

التشبيه

أما في ما يتعلق بالتشبيهات، نورد ما يلي:

  • هُما الواهي

تشبيه بليغ، حيث تم تشبيه الدم واللحم بالواهي، إذ تم ذكر المشبه والمشبه به فقط مع حذف أداة التشبيه ووجه الشبه.

  • كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ

تشبيه مجمل، حيث تم تشبيه القلب بالغربة؛ إذ تم ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه، بينما تم حذف وجه الشبه.

  • أَرى دُنياكَ أَفعى

تشبيه بليغ، حيث تم تشبيه الدنيا بالأفعى، مما أدى إلى حذف وجه الشبه وأداة التشبيه مع الإبقاء على المشبه والمشبه به.

نص القصيدة “سلوا قلبي”

تُعتبر قصيدة “سلوا قلبي” من أبرز أعمال الشاعر أحمد شوقي، حيث يقول فيها:

سَلوا قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا

لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ

فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً

تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ

هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى

وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا

وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ

لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً

وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ

مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى

وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ

إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي

كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى

تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا

وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ

وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا

وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها

وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابا

فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي

لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا

لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ

وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى

جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً

وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا

فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً

وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا

وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا

صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا

وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ

يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا

وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً

وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا

فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها

كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا

وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً

وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا

فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي

وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها اِنتِيابا

وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ

وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا

وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ

وَلَم أَرَ خَيِّراً بِالشَرِّ آبا

فَرِفقاً بِالبَنينِ إِذا اللَيالي

عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا

وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى

وَلا اِدَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا

عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا

عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا

وَتُلفيهُمْ حِيالَ المالِ صُمّاً

إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا

لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ

كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا

وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللَهِ شَيئاً

كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوىً وَخابا

Published
Categorized as معلومات عامة