أحمد بن تيمية هو أحد أبرز الشخصيات الإسلامية، الذي وُلد في أسرة متدينة ومعروفة بالعلم. عُرف بلقب شيخ الإسلام، واشتهر بنشاطه الكبير في الذكر وقراءة القرآن، بالإضافة إلى كرمه وسخائه، وتواضعه الورع، وصبره وجَلَدِه في سبيل الله.
وُلِد ابن تيمية في 10 ربيع الأول 661 هـ في حرّان، وهي مدينة تقع على الحدود بين سوريا وتركيا. انتقل للعيش في دمشق هرباً من غزو المغول. وقد ارتبط اسمه بتيمية بسبب مقولتين؛ الأولى تشير إلى أن والدة جده محمد بن الخضر كانت واعظة تدعى تيمية، والثانية تتعلق بوالدته التي كانت تشبه جاريةً جميلة الوجه من تيماء، شاهدها جده وجدتّه خلال عودتهما من الحج.
يُعتبر ابن تيمية من أتباع المذهب الحنبلي المدافعين عنه. اشتهر في عدة مجالات، بما في ذلك العقيدة والفقه والحديث والفلك والمنطق والفلسفة. خلال غزو المغول لدمشق عام 1303 في عهد المماليك، بدأ ابن تيمية يدعو للجهاد وشارك في معركة شقحب تحت قيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والخليفة المستكفي بالله، وتكللت المعركة بانتصار المسلمين على المغول بعد يومين.
من شيوخه البارزين: والده الشيخ عبد الحليم بن تيمية، والشيخ مجد الدين ابن عساكر، والشيخ زين الدين. أما من تلامذته، فكان أبرزهم شمس الدين ابن قيم الجوزية، الذي رافقه لمدة ستة عشر عاماً وسُجن معه. وقد تم الإفراج عن ابن قيم الجوزية بعد وفاة ابن تيمية. ومن التلامذة الآخرين: محمد الذهبي أبو عبد الله، وزين الدين عمر المعروف بابن الوردي، ومحمد بن عبد الهادي المقدسي وغيرهم.
ساهم ابن تيمية في مقاومة المغول خلال غزوهم لدمشق، ونجحت القوات الإسلامية آنذاك في دفعهم إلى خارج بلاد الشام والحجاز ومصر. بعد الحرب، طالب بمحاسبة من تعاون مع الغزاة، مما عرّضه للأذى من الحكام والمنافقين، فنُفي وسُجن. وقد قال في إحدى مقولاته: “ما يصنع أعدائي بي؟! جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهي معي لا تفارقني. حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة”. كما أشار إلى أن “المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه”. وعاش ابن تيمية في السجن حتى مرض وتوفي في 20 من ذي القعدة سنة 728 هـ، حيث صُلي عليه بعد الظهر، وشارك في جنازته أكثر من خمسمائة ألف شخص، ودفن في مقبرة الصوفية.
تجاوزت مؤلفاته الـ 330 مؤلفًا، من بينها:
ومن يرغب في معرفة المزيد عن حياته وسيرته، هناك العديد من المؤلفات التي تناولت حياته، مثل:
أحدث التعليقات