الشعر الرومانسي: استكشاف المشاعر والأحاسيس في الأدب العربي

الشعر الرومانسي

يُعتبر الشعر الرومانسي من أهم ما أفرزه المذهب الرومانسي، وهو يعدّ من أبرز الأشكال الأدبية التي تختلف تمامًا عن المذهب الكلاسيكي. وقد وُلدت هذه النوعية من الشعر على يد مجموعة من شعراء الرومانسية العظام، وتميزت بحيويتها وتجديدها، مما أثرى جوانب الحياة الثقافية حتى القرن العشرين.

خصائص الشعر الرومانسي

يتسم الشعر الرومانسي بعدد من الخصائص، منها:

  • الخروج عن قيود الوزن والقافية.
  • الهروب من الواقع المخيّب للآمال إلى عوالم من الخيال، من خلال الإبداع في استخدام الخيال والتصورات.
  • اعتماد الرموز الموحية في التعبير، حيث يتميز الرمز بإيجاز المعاني المتعددة، مما يعكس انطباع الشاعر دون الحاجة إلى تفاصيل معقدة.
  • الصدق في التعبير، حيث يعكس العواطف الفردية والمشاعر العميقة المتلاشية في عمق النفس.
  • تركز هذه الأشعار على التواصل مع جمال الطبيعة، واستشعار مظاهرها، مما يُعزز الفلسفة الطبيعية القائمة على ثنائية (الإنسان والطبيعة).

المذهب الرومانسي

يمكن تعريف المذهب الرومانسي على أنه مذهب أدبي يستكشف النفس الإنسانية، حيث يسلط الضوء على العواطف والمشاعر الإنسانية بغض النظر عن طبيعة صاحبها—سواء كان مؤمنًا أو ملحدًا. يُفصل هذا المذهب بين الأدب والأخلاق، ويتميز بسهولة التفكير والتعبير، ويتحرر من القيود العقلية. ويحتوي هذا المذهب على جميع التيارات الفكرية السائدة في أوروبا، خاصة تلك التي بروزت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.

ظهر المذهب الرومانسي كحركة ثورية ضد المذهب الكلاسيكي السابق، ويشتق اسمه من كلمة “الرومانسية”، التي تعود أصلها إلى “رومانيوس” (Romanius)، وهو أحد الأسماء المرتبطة باللغات القديمة، التي كانت تُعتبر لهجة عامية ضمن اللغات اللاتينية (لغة روما) القديمة. وفقًا للدكتور نبيل راغب، فإن أصل التسمية يعود إلى الكلمة الفرنسية “رومانس”، التي تعني القصة أو الرواية، سواء كانت خيالية أم واقعية. ويعتبر جان جاك روسو من أوائل الداعين لهذا المذهب، بينما يُنسب إلى الباحث الفرنسي (تيودونير) أنه كان أول من استخدم مصطلح الرومانسية في الأدب. ويُعزى لفريدريك شليجل أنه كان هو من قدم الرومانسية كعكس للكلاسيكية، ولا تنسى إسهامات مدام دي ستال الفرنسية في هذا السياق.

Published
Categorized as روايات عربية