يعتبر علم النحو من العلوم الأساسية التي تتعلق باللغة العربية، حيث يساهم في توضيح ترتيب الكلمات، ويحتوي على العديد من القواعد النحوية المهمة مثل الابتداء، والبناء، والتقديم، والتأخير، وغيرها من القواعد.
أول من أسس علم النحو
هناك اعتقاد خاطئ بأن أبا الأسود الدؤلي هو أول مؤسس لعلم النحو، لكن الحقيقة هي:
- إن الإمام علي بن أبي طالب هو الرائد الأول الذي اهتم بوضع الأسس الخاصة بعلم النحو، حيث عمل على:
- تقسيم الكلمات إلى عدة فئات مثل (إن وأخواتها، والتعجب، والإضافة، والإمالة، والاستفهام، وغيرها من الأقسام).
- بعد ذلك، طلب علي بن أبي طالب من أبي الأسود الدؤلي أن يكمل ما بدأه في وضع هذه القواعد، وقال له (انح هذا النحو)، ومن هنا اكتسب هذا العلم اسمه.
مدارس علم النحو
أكمل أبو الأسود الدؤلي ما بدأه الإمام علي بن أبي طالب، ثم تبعه شخص يدعى ميمون الأقرن، وكذلك أبو عمرو بن العلاء، وسيبويه، وظهرت العديد من مدارس النحو، وهي:
المدرسة البصرية
تعتبر البصرة واحدة من المدن التي كانت منبعًا حيويًا للثقافة العربية، لذلك فهي:
- أول مدرسة تم تأسيسها في علم النحو خلال العصر العباسي.
- تعتبر هذه المدرسة نقطة تحول في علم النحو الذي أسس له الخليل بن أحمد الفراهيدي، وتبعه بعد ذلك تلميذه (سيبويه).
- يعد الأخفش الأوسط من مؤسسي هذه المدرسة، وهو أحد طلاب سيبويه، ومن أبرز كتبه (المسائل الكبير).
المدرسة الكوفية
تُعتبر ثاني أشهر المدارس المعنية بعلم النحو، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الكوفة في العراق، ومن أبرز العلماء الذين قادوا هذه المدرسة:
- الكسائي: أحد الشخصيات البارزة في المدرسة الكوفية، ومن أشهر كتبه (مختصر النحو، الحدود في النحو).
- الفراء: كان أحد تلامذة الكسائي، ولقب بأحد أعلام النحو، وله كتب معروفة مثل (الكتاب الكبير، وكتاب لغات القرآن).
- ثعلب: ومن أبرز مؤلفاته (المجالس).
المدرسة الأندلسية
تأسست هذه المدرسة على يد أساتذة تتلمذوا على يدي علماء النحو في البصرة والكوفة، ومن أبرز شخصيات المدرسة الأندلسية:
- ابن مضاء: صاحب كتاب (المشرق في النحو).
- ابن مالك: ومن أهم كتبه (الألفية، الكافية الشافية، التسهيل وشرحه، إيجاز التعريف).
- ابن عصفور: ومن مؤلفاته المعروفة (الممتع، المقرب، مختصر المحتسب).
المدرسة البغدادية
تأسست تلك المدرسة بسبب شعور علماء بغداد بأن المدارس الكوفية والبصرية ابتعدت عن جوهر علم النحو، ومن أبرز رواد المدرسة البغدادية:
- ابن كيسان: صاحب كتاب (اختلاف البصريين والكوفيين).
- الزمخشري: الذي ألف عدة كتب في القواعد النحوية مثل (أساس البلاغة، والكشاف).
- ابن الجني: يُعد من أبرز رواد المدرسة ومن مؤلفاته المشهورة (الخصائص، وسر صناعة الإعراب).
المدرسة المصرية
تم تأسيس هذه المدرسة بعد المدرسة البصرية والكوفية، وكان تطورهم في علم النحو يركز على بعض الأمور الفرعية، ومن أبرز مؤسسي المدرسة:
- ابن الحاجب: ومن مؤلفاته (الكافية، والشافية).
- ابن هشام: وله عدة كتب منها (أوضح المسالك، شذور الذهب، مغنى اللبيب عن كتاب الأعاريب، قطر الندى وبل الصدى).
- السيوطي: صاحب كتاب (الاقتراح في أصول النحو).
معلومات عن أبرز علماء النحو
يوجد عدد كبير من العلماء الذين تركوا بصماتهم في إرساء قواعد النحو، ومن بينهم:
سيبويه
هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، المعروف باسم (سيبويه)، وهو:
- أول من قدم علم النحو بصورة مبسطة وواضحة.
- كان ملازمًا للعالم الشهير الخليل بن أحمد الفراهيدي وتفوق عليه.
- منحه الخليفة هارون الرشيد عشرة آلاف درهم مكافأة له.
- من أهم كتبه كتاب (سيبويه).
الزمخشري
هو أبو القاسم بن عمر بن أحمد الزمخشري الخوارزمي، وهو:
- أحد علماء المدرسة البغدادية.
- ولد في قرية (زمخشر)، وهو السبب وراء لقبه الزمخشري.
- أشتهر بلقب (جار الله) نتيجة إقامته لفترة طويلة في مكة.
- تنقل بين البلدان العربية لطلب العلم حتى أصبح من أشهر علماء النحو.
من أهم كتبه:
- أساس البلاغة.
- المقدمة، وهو معجم عربي فارسي.
- ربيع الأبرار.
- الفائق.
- مقدمة الأدب.
- نكت الإعراب في غريب الإعراب.
- أعجب العجب في شرح لامية العرب.
- رؤوس المسائل.
- المفصل.
- المقامات.
ابن مالك
من أشهر علماء النحو، واسمه الحقيقي (أبو عبد الله محمد بن عبد الله جمال الدين الطائي الجياني)، ومن أبرز مؤلفاته:
- تسهيل الفوائد.
- الضرب في معرفة لسان العرب.
- إكمال الإعلام بمثلث الكلام.
الفراء
يُعتبر يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي أحد مؤسسي المدرسة الكوفية، وقد عُرف بلقب (أمير المؤمنين في النحو) لأنه:
- بارع في علم النحو والبلاغة.
- فقيه وعالم جليل، وكان لديه خبرة في علم النجوم والطب.
من مؤلفاته:
- المعاني.
- المذكر والمؤنث.
- الأيام والليالي.
- المقصور والممدود.
- معاني القرآن.
- اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف.
- البهي.
ابن هشام
يُعتبر من أشهر علماء المدرسة المصرية، واسمه الحقيقي أبو محمد جمال الدين عبد الله بن يوسف، ومن بين كتبه البارزة:
- عمدة الطالب في تحقيق تصريف ابن الحاجب.
- الجامع الكبير.
- رفع الخصاصة عن قراءة الخلاصة.
- نزهة الطرف في علم الصرف.
أحدث التعليقات