الشخص الأول الذي قام بالفتح في سبيل الله

البداية العسكرية في سبيل الله

تشير المصادر التاريخية، بما في ذلك “المنتظم” لابن الجوزي و”كتاب الطبقات” لابن سعد و”تهذيب الكمال” للمزّي، إلى أن الصحابي الجليل المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- كان أول من شارك في غزوة تحت راية الإسلام باستخدام فرسه. وكانت هذه الغزوة هي غزوة بدر الكبرى، وقد وُصف مقامه في المعركة بأنه يعادل مقام ألف رجل، حسبما أشار عمرو بن العاص. تميز المقداد -رضي الله عنه- بالشجاعة والفروسية، حيث لم يتوانَ في تلبية نداء الجهاد حتى في كبر سنه.

المقداد بن الأسود

المقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة القضاعي الكندي، وقد كان أحد صحابة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. اسمه “الأسود” يرجع إلى الرجل الذي تبناه، وهو الأسود بن عبد يغوث. ويقال إنه سمي كذلك لأنه هرب إلى مكة بعد أن أصاب دماً في كندة وتحالف مع الأسود، أو لأنه تبنى عبداً أسود كان لديه.

يُعتبر المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- أول فارس في الإسلام، وكان من أوائل السبعة الذين أعلنوا إسلامهم، لكنه لم يُخبر سيده الأسود بن عبد يغوث، الذي كان من زعماء قريش المعادين للنبي -صلى الله عليه وسلم-، تجنباً للعقوبات المحتملة. كما تزوج من ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب، ابنة عم النبي -عليه الصلاة والسلام-. شهد غزوة بدر، وكان الفارس الوحيد في معركة بدر، وله موقفٌ بارز حين استشار النبي الكريم الناس في مواجهة قريش، حيث قال: (امضِ ونحن معك).

رحيل المقداد بن الأسود

توفي المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- في أرض تُعرف بالجرف سنة ثلاث وثلاثين للهجرة، عن عمر يناهز السبعين عاماً. وتم نقله إلى المدينة المنورة حيث وُوري الثرى في مقابر البقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

Published
Categorized as إسلاميات