علم النحو هو العلم الذي يدرس تنظيم المفردات وتركيب الجمل. يركز هذا العلم على أصول تكوين الجمل والقواعد اللغوية والإعراب، ويحدد أساليب ترتيب الكلمات ومواقعها، كما يوضح الخصائص والأحكام النحوية التي تكتسبها كل كلمة حسب موضعها، والتي تشمل الابتداء والمفاعيل والبناء والتقديم والتأخير وغيرها.
يُعتبر الإمام علي بن أبي طالب هو المؤسس الأول لعلم النحو في اللغة العربية، وفقاً لما اتفق عليه الرواة والعلماء. فقد قام بتشكيل الحروف ووضع النقاط عليها، ومن ثم أوكل هذه المهمة إلى أبو الأسود الدؤلي، الذي عمل على تطوير هذا العلم والإضافة عليه، حيث يُعتبر أبو الأسود من الشخصيات البارزة في زمن التابعين.
وقد ورد عن ابن أبي الحديد قوله حول نهج البلاغة: “ومن العلوم علم النحو والعربية، وقد علم الجميع أن أمير المؤمنين هو الذي ابتكره وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤلي قواعده وأصوله، من ضمنها: الكلام ينقسم إلى ثلاثة أشياء، اسم وفعل وحرف، وكذلك تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم، وهذا يقترب من المعجزات إذ أن القدرات البشرية لا تكفي لهذا الحصر ولا تستقيم بهذا الاستنباط.”
أُطلق اسم “علم النحو” على هذا العلم لأن الإمام علي بن أبي طالب قد أسهم بجزء من أصول النحو إلى أبو الأسود، الذي طلب إذناً منه لصياغة قواعد مشابهة، وبذلك أطلق على هذا العلم اسم النحو.
وأخيراً، ظهرت المدرسة النحوية البغدادية على يد بعض المهتمين بعلم النحو، الذين رأوا أن المدرستين الكوفية والبصرية ابتعدتا عن جوهر النحو وأصوله، وأدخلتاه في تعقيد لا يتصل بنحو اللغة.
أحدث التعليقات