دور الشباب في المجتمعات الإنسانية

يُعد الشباب المحرك الأساسي للإنجاز والعمل في مختلف المجتمعات الإنسانية. حيث تمتلك هذه الفئة الحيوية الحماس، والدافعية اللازمة، والتفكير الناضج، بالإضافة إلى الطاقة البدنية الكبيرة، مما يمكّنهم من أداء مهام قد تعجز عنها فئات أخرى. وقد ارتبطت مجموعة معينة من الأعمال بالشباب، لعل من أبرزها الأعمال التطوعية التي تتميز غالباً بالتنظيم وتهدف إلى تحقيق إنجازات متنوعة وخدمة المجتمعات المحلية وأحياناً على مستوى عالمي. سنستعرض فيما يلي بعض الجوانب المتعلقة بالعلاقة بين الشباب والأعمال التطوعية.

أهمية مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية

تحظى الأعمال التطوعية بمختلف أشكالها باهتمام كبير من قبل الشباب في جميع أنحاء العالم. فلولا جهود الشباب، لما وُجدت هذه الأعمال ولما استمرت. ومن هنا، فإن هناك فوائد عديدة تعود على المجتمع بشكل عام وعلى الشباب بشكل خاص نتيجة وجود هذه المبادرات.

من بين الفوائد الرئيسية التي يمكن أن يجنيها المجتمع من انتشار ثقافة الأعمال التطوعية بين الشباب هي تلبية بعض الاحتياجات التي قد تعجز الحكومات عن توفيرها، بالإضافة إلى دعم الفئات المهمشة التي قد لا تتلقى الاهتمام الكافي، خاصةً في المجتمعات ذات الموارد المحدودة. كما تساهم هذه الأعمال في معالجة بعض المشكلات المستعصية التي تتطلب تضافر الجهود، ومن أهمها المشكلات الاجتماعية والثقافية وغيرها.

أما بالنسبة للشباب، فإن الفوائد الناتجة عن الأعمال التطوعية كثيرة لا يمكن حصرها، ومن أبرزها هي تطوير شخصية الشاب المتطوع، واكتساب مهارات حياتية متنوعة. كما تعزز هذه الأعمال من شخصية الفرد، وتساعده في التعرف على نقاط قوته، وتمكنه من تجاوز مشكلاته ونقاط ضعفه. كما تُساعد الشباب على فهم مشكلات المجتمع المحيط بهم، مما يعزز ارتباطهم به، بالإضافة إلى استغلال أوقات فراغهم بشكل مثمر، مما يسهم في توجيههم بعيداً عن المغريات السلبية التي قد تؤثر سلباً عليهم.

تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين الشباب

يتطلب تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين الشباب جهوداً مشتركة، على الرغم من الزيادة الملحوظة في إقبال الشباب على هذه الأعمال. لتحقيق ذلك، يمكن الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتحدث بلغة الشباب. كما يمكن دمج الأعمال التطوعية في مختلف مراحل حياة الفرد خلال فترتي المراهقة والشباب، وربطها بأهدافهم وطموحاتهم. على سبيل المثال، يمكن توفير تسهيلات للشباب المتفوقين في الأعمال التطوعية عند التحاقهم بالمؤسسات التعليمية، مما يشجعهم على التميز في هذه الأعمال الضرورية لبناء مجتمعات قوية ومترابطة.