في هذا المقال، سنلقي الضوء على السورة التي نزلت لتبرئة السيدة عائشة من حادثة الإفك. وتعتبر السيدة عائشة بنت أبو بكر رضي الله عنه، وهو أول من آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان رفيقه المقرب. ولدت السيدة عائشة في بيت يفيض بالإيمان بالله.
قبل زواج النبي محمد بها، رأى في منامه أنها ستكون زوجته، ولذلك تم خطبتها من والدها. سنستعرض الآن تفاصيل القصة التي تتعلق بالسورة التي نزلت لتبرئة السيدة عائشة من حادثة الإفك.
ما هي صفات السيدة عائشة؟
- تميزت السيدة عائشة بعدد من الصفات التي جعلتها تبرز بين زوجات النبي، منها غزارة العلم.
- كانت مرجعًا للصحابة في مسائل الفرائض والمواريث.
- وروي عنها حديث عن الصحابة: “ما أشكل علينا، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا”.
- كما تميزت أيضًا بالاجتهاد في العبادة، فكانت تطيل الصلاة وتواصل الصيام.
- وكانت تنفق بسخاء في سبيل الله، ففي يوم واحد، وزعت سبعين ألف درهم حبًا في الخير.
اقرأ المزيد:
حادثة الإفك للسيدة عائشة
- في إحدى الغزوات، خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصحوبًا بالسيدة عائشة، وذلك في السنة الخامسة أو السادسة من الهجرة.
- وكان عمر السيدة عائشة آنذاك خمس عشرة سنة، وقد وصفت نفسها بقولها: “كنت جارية حديثة السن”.
- عند عودتهم من الغزوة، توقف النبي ليلًا في أحد المنازل، وكان برفقته أسرى من بني المصطلق.
- عندما انتهت السيدة عائشة من قضاء حاجتها، عادت لتجد أن الجيش قد بدأ في التحرك.
- فقدت عقدها أثناء زيارته، وعادت لتبحث عنه، لكن اللواتي كن يتولين حمل هودجها لم يشعرن بغيابها بسبب خفتها.
- وعندما عادت إلى مكان الجيش كانت القافلة قد غادرت.
- فتلطمت السيدة عائشة بعباءتها وظلت تنتظر حتى يعود أحد للبحث عنها.
- وكان صفوان بن المعطل هو من كُلف بالبحث في المنطقة بعد مغادرة الجيش.
- عندما رآها صفوان عرفها، وأعطاها راحلته لتعود إلى قافلة المسلمين.
- لكن بعض المنافقين شهدا قدوم السيدة عائشة مع صفوان إلى الجيش، وبدأوا بإطلاق الشائعات الكاذبة حول ما قد حدث معهم.
الأثر الذي أحدثته الشائعات
- سعى المنافقون لإيذاء السيدة عائشة والنبي بسبب زواجه بها، فقال النبي: “لا تؤذوني في عائشة”.
- فقد نزل الوحي على النبي بعد تأخير استمر عشرين يومًا، مما زاد من التوتر في المجتمع.
- وكانت حكمة الله أن أصيبت السيدة عائشة بمرض أقعدها في بيتها، مما جعلها بعيدة عن الشائعات التي كانت تتداول.
- عندما تعافت، خرجت وعرفت بما يحدث، فتألّمت من تلك الأقاويل.
- طلبت من النبي محمد أن تنتقل إلى بيت والديها، وعند سؤالها والدتها عن الشائعات، أخبرتها بوجود الكيد بين الناس.
- ظلت السيدة عائشة تبكي طوال الليل حتى نضب دمعها.
استشارة النبي لأصحابه
- تأخر النبي في اتخاذ قرار بشأن السيدة عائشة، وبعد أكثر من شهر، استأذن للدخول إليها. قال لها: “يا عائشة، إنّه بلَغَني عنك كذا وكذا”.
- فقال: “إذا كنتِ بريئةً، فسُيَبرئُك الله، وإن كان لك ذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه”.
- كانت هذه الكلمات كالصاعقة على السيدة عائشة، ولم تعرف كيف ترد.
- فقالت: “لقد سمعتم هذا الحديث حتّى استقرّ في قلوبكم وصدّقتم به. ولئن قلتُ لكم إنّي بريئة، لن تصدقوني، ولئن اعترفتُ بأمرٍ، والله يعلم بأني من البريئات.”
- فقالت: “صبر جميل، والله المستعان على ما تصفون”.
شاهد أيضًا:
السورة التي نزلت فيها براءة السيدة عائشة من الإفك
- وبعد الحديث مع السيدة عائشة، افترشت في السرير، وهي لا تدري كيف سيظهر الله براءتها. كانت تأمل في أن يرى النبي رؤية في منامه تدل على براءتها.
- وبعد فترة قصيرة، نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وقد جاء جبريل عليه السلام بآيات كريمة تتلى حتى يوم القيامة، تتضمن براءة السيدة عائشة من تلك الشائعات الظالمة.
الآيات التي نزلت لتبرئة السيدة عائشة
- قال الله سبحانه وتعالى في سورة النور: “إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئٍ منهم مَّا اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم”.
- تضمنت هذه الآيات مواقف المنافقين وتحذير المؤمنين.
- فقد كزّن الوحي على النبي الكثير من همومه، وابتسم حين قال: “يا عائشة، أما والله فقد برأتك”.
- نهضت السيدة عائشة وقالت: “والله لا أقوم إلا إلى الله، لأني لا أحمد إلا الله عز وجل”.
أحدث التعليقات