تشير “السنن المهجورة” إلى العادات والتقاليد الخاصة بتعاليم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- والتي قلّ اتباع الناس لها، سواء في الأقوال أو الأفعال. في هذا المقال، سنتناول بعض السنن المتعلقة بالنساء والتي أصبحت أقل شيوعًا في الالتزام.
من السنة النبوية أن تستطيل المرأة ثوبها بمقدار ذراع بعد الكعبين، أي ما يُعادل شبرين وفقًا لمقياس اليد المعتدل، وذلك حفاظًا على سترها، بحيث لا تظهر قدماها. يُفضل ألا يتجاوز طول الثوب ذراعها، لأن الزيادة تُعتبر من الكِبر والخيلاء، وهو أمر مُنهى عنه. روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ”. فقالت أم سلمة: “فَكيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟” قال: “يُرخينَ شبرًا”، فقالت: “إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ”. فقال النبي: “فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ”.
تهدف الشريعة إلى حماية المرأة من الفتن التي قد تضر بها، ولأن السير في منتصف الطريق يجعلها عرضةً للاختلاط بالرجال، فإنها مُشجعة على المشي على جوانب الطريق. وقد ورد عن مالك بن ربيعة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “استأخِرْنَ؛ فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ، عليكن بحافَاتِ الطريقَ”. وقد كانت النساء تلتصق بالجدران لدرجة أن ثوبهن يتعلّق بها.
أجاز الشرع للنساء الخروج للصلاة في المسجد بشرط عدم إظهار محاسنهن أو مفاتنهن. يجب أن يتسترن دون تبرج، وأن يتجنبن وضع المعطرات. من السنن المحمودة خروج النساء للصلاة في الليل، حيث إن ذلك يُعتبر أستر لهن. وقد ذُكر أن نساء الصّحابة كنّ يخرجن لصلاة الفجر والعشاء. فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: “كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشاءِ في المَسْجِدِ”. وعندما أُخبرت بأن عمر يكره ذلك، ردّت: “وما يمنعه أن ينهاني؟” فقال لها: “يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ”.
توصي السنة بأن تلتزم المرأة ببيتها، فلا تخرج إلا لقضاء حاجة، مما يُعزز حمايتها من الفتنة والاختلاط مع الرجال وما قد ينجم عن ذلك من عواقب سلبية. يقول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).
يُفضل للمرأة خضاب الشعر الأبيض بلون غير السواد، كما يُستحب لها خضاب يديها ورجليها، لأن ذلك يُعتبر من زينتها. وقد هُجرت هذه السنة بسبب انتشار أصباغ الشعر والأظافر المتنوعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أحسنَ ما غيرتُم به الشيب الحناء والكتم”. وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أومت امرأةٌ من وراءِ سترٍ بيدِها كتابٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالَ النبي: ما أدري أيدُ رجلٍ أم يدُ امرأةٍ؟ فقالت: بلِ امرأةٌ، قالَ: لو كنتِ امرأةً لغيَّرتِ أظفارَكِ يعني بالحنَّاءِ”.
أحدث التعليقات