تُعرَّف السلسلة الغذائية في علم البيئة بأنها تسلسل يُظهر كيفية انتقال الطاقة والمادة في شكل غذاء بين الكائنات الحية. نظرًا لأن العديد من الكائنات الحية تعتمد على أكثر من مصدر غذائي من النباتات أو الحيوانات، تتداخل السلاسل الغذائية لتكوين ما يُعرف بالشبكة الغذائية.
نتيجة لهذا التسلسل في التداخل الغذائي، يمكن أن يؤدي نقص الغذاء إلى انقراض مجموعات كاملة من النباتات والحيوانات. يعتمد بقاء الكائنات الحية في أي بيئة طبيعية على قدرتها على إنتاج أو العثور على الغذاء. بعض الأنواع مثل النباتات البرية والنباتات البحرية تُنتج الغذاء بشكل ذاتي من خلال عملية البناء الضوئي.
حاليًا، يُعرف العلم حوالي 300 ألف نوع من الكائنات البحرية، مما يعادل حوالي 15% من الكائنات الحية التي تم تصنيفها على كوكب الأرض. ومع ذلك، نظرًا لشساعة البحار، قد توجد العديد من الأنواع غير المعروفة حتى الآن. ترتبط معظم هذه الأنواع معًا عبر سلاسل غذائية، وهنا سوف نوضح مستويات السلسلة الغذائية البحرية.
يشكل المنتجون الأوليون (بالإنجليزية: Primary Producers) المستوى الأول في السلسلة الغذائية البحرية، ويشملون: البكتيريا، العوالق النباتية، والطحالب. تعتمد هذه المنتجات على الطاقة الشمسية لبناء الكربوهيدرات من خلال عملية البناء الضوئي، أو تستخدم التمثيل الكيميائي (بالإنجليزية: Chemosynthesis) لتوليد الطاقة في غياب الضوء.
يتضمن المستوى الثاني في السلسلة الغذائية البحرية الحيوانات العاشبة (بالإنجليزية: Herbivores) التي تتغذى على النباتات البحرية المتنوعة. يشمل هذا المستوى الحيوانات العاشبة الدقيقة مثل العوالق الحيوانية، بما فيها قناديل البحر ويرقات الأسماك، بالإضافة إلى الكثير من الحيوانات العاشبة الكبيرة مثل أسماك الببغاء والسلاحف الخضراء. على الرغم من الاختلاف في الحجم، إلا أن جميعها تتشارك في شهية كبيرة نحو نباتات المحيطات، لتصبح بعد ذلك غذاءً للحيوانات المفترسة في المستويات الأعلى.
يمثل المستوى الثالث في السلسلة الغذائية البحرية مجموعة متنوعة من الحيوانات آكلات اللحوم (بالإنجليزية: Carnivores)، بما فيها الأنواع الصغيرة مثل السردين، والرنكات، وكذلك الأنواع الكبيرة مثل الأخطبوط والعديد من الأسماك التي تتغذى على اللافقاريات قرب الشواطئ. رغم مهاراتها في الصيد، قد تصبح هذه الحيوانات أيضًا فريسة لأسماك أكبر.
يُشكّل المستوى الرابع من السلسلة الغذائية البحرية الحيوانات آكلات الجيف (بالإنجليزية: Scavengers) التي تعيش في قاع البحار، حيث تتغذى على بقايا الكائنات الحية التي تترسب إلى الأعماق، مثل السرطانات والكركند.
يتكون المستوى الخامس من مجموعة من المستهلكات التي تُعرف بالمتغذيات الانتهازية (بالإنجليزية: Opportunistic Feeders) والتي يمكن أن تتغذى على أي مستوى في السلسلة الغذائية، بما في ذلك بعضها البعض في بعض الأحيان.
يتضمن المستوى الأخير من السلسلة الغذائية البحرية المحللات (بالإنجليزية: Decomposers)، والتي تضم البكتيريا البحرية والفيروسات. تلعب المحللات دورًا حاسمًا في تحويل المخلفات العضوية إلى مغذيات تحدد حيويات النظام الإيكولوجي، بحيث تعيد تدويرها إلى المحيط ليستخدمها المنتجون مثل العوالق النباتية، مما يُكمل الشبكة الغذائية البحرية.
تمتاز السلاسل الغذائية في البيئات المائية بالتعقيد، حيث تلعب المحللات دورًا أساسيًا في توزيع المغذيات في قاع البحر ووسط المياه، مما يغذي العوالق التي تشكل قاعدة السلاسل الغذائية البحرية.
فيما يلي بعض الأمثلة على سلاسل غذائية تعتمد على المنتجات التي تنتج غذاءها من خلال عملية البناء الضوئي:
تشير عملية التمثيل الكيميائي إلى الطريقة التي تستخدم فيها البكتيريا مواد كيميائية كمصدر للطاقة بدلاً من ضوء الشمس لتنتج الغذاء (الجلوكوز). يحدث هذا النوع من التمثيل في أعماق البحار، حيث تغيب أشعة الشمس، مثل المناطق المحيطة بتسربات الميثان والمنافذ المائية الحرارية.
تستخدم البكتيريا الموجودة في قاع البحر أو داخل أجسام الحيوانات الطاقة المتوفرة في الروابط الكيميائية لكبريتيد الهيدروجين والميثان لصنع الجلوكوز من الماء وثاني أكسيد الكربون المذاب في مياه البحر.
وهنا بعض الأمثلة على سلاسل غذائية تستند إلى عملية التمثيل الكيميائي:
أحدث التعليقات