تعتبر مسألة أول الرسل بعد آدم موضوعًا شهد العديد من الآراء والتفسيرات. فقد أرسل الله الأنبياء والرسل إلى الأرض لهداية البشر، حيث كلما انحرفت البشرية عن طريق الحق وابتعدت عن عبادة الله، يرسل الله رسله ليعيدوا الناس إلى الصواب.
يعد هؤلاء الرسل رحمة للبشر، إذ قام بعض الناس بتصديقهم واتباع تعاليمهم ليحصلوا على الجنة، بينما كذّب آخرون وانحرفوا عن الحق، وكان مصيرهم جهنم. لمزيد من الفهم، تابعوا معنا في السطور التالية.
نبذة عن آدم عليه السلام
قبل استعراض المعلومات حول أول الرسل بعد آدم، دعونا نستعرض بعض المعلومات عن آدم عليه السلام:
- خلق الله آدم من طين ثم نفخ فيه الروح، وخلقت زوجته حواء من ضلعه.
- علمه الله الأسماء كافة، وأمر الملائكة بالسجود له، فسجد الجميع عدا إبليس الذي أبى واستكبر.
- غضب الله على إبليس، وجعل جهنم مصيره، ولكنه أخّر العقوبة إلى يوم القيامة. قال الله تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ”.
- أدخل الله آدم وزوجته الجنة، حيث أُذن لهما بالأكل من جميع ثمارها عدا شجرة واحدة، لكن إبليس وسوس لهما حتى أكلا منها، مما أدى إلى غضب الله عليهما وطردهما من الجنة إلى الأرض.
- قال الله عز وجل: “فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ”. ثم استغفر آدم ربه فتاب عليه.
هبوط سيدنا آدم إلى الأرض
- نزل آدم وزوجته وإبليس إلى الأرض وعاشوا فيها، وأنجبوا ذرية كثيرة.
- كانوا يوجهون ذراريهم إلى الطريق الصحيح، ويؤكدون أن الوجود على الأرض هو عقوبة مؤقتة بإرادة الله. وهدد إبليس بأنه لن يكون وحده في النار، بل سيقود الكثير من البشر إليها.
- بعد وفاة آدم، زادت الفساد والتحديات في الأرض، مما جعل الله سبحانه وتعالى يُرسل الرسل لتوجيه الناس نحو طريق النجاة. وهذا يطرح السؤال: من هو أول الرسل بعد آدم؟
من هم أول الرسل بعد آدم؟
إليكم الإجابة عن سؤال من هو أول الرسل بعد آدم:
- الإجابة تستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الشفاعة، حيث يذهب الناس إلى الرسل في يوم القيامة لطلب الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا”. وهذا الحديث يوضح أن نوحًا عليه السلام هو الرسول الأول بعد آدم.
- بعد وفاة آدم، ساد الشرك الأرض وعبادة الأصنام، فأرسل الله رسوله نوحًا بشيرًا ونذيرًا للقوم، لكن قومه كذّبوه وكفروا به، ولم يؤمن به سوى القليل. قال الله تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ”.
دعوة سيدنا نوح لقومه
- استمر سيدنا نوح في دعوته لقومه لمدة قريبة من ألف سنة، حتى أصبحوا يتآمرون على قتله. دعا الله سبحانه وتعالى بأن ينجيه من القوم الكافرين وأن يهلكهم جميعًا.
- قال نوح: “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا”.
- أمر الله نوحًا بصناعة سفينة كبيرة تحمل المؤمنين من قومه وكان عليه أن يأخذ من كل زوجين اثنين بسبب الطوفان الذي سيعم الأرض.
- نفذ نوح الأمر وصنع السفينة، رغم سخرية الكافرين. قال الله تعالى: “ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه”.
رحلة سيدنا نوح مع الطوفان
- عندما أكمل نوح بناء السفينة، أمر الله بفتح ينابيع الأرض وسقوط المطر بغزارة.
- أخذ نوح زوجته وأهل بيته المؤمنين، تاركًا وراءه من كفر به. كان معه عدد قليل من المؤمنين ومن الحيوانات والطيور لحماية نسلها.
- قال الله تعالى: “حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ”.
- بعد ذلك، أمر الله الأرض بأن تبتلع المياه، وأن تتوقف السماء عن المطر، واستقرت السفينة على جبل الجودي. قال تعالى: “وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.
- وهكذا، نُجِيَ نوح وكل من كان معه، وظهرت رحمة الله في الأرض مجددًا.
معلومات عن سيدنا نوح عليه السلام
بعد أن عرفنا أول الرسل بعد آدم، وهو سيدنا نوح، دعونا نستعرض المزيد من المعلومات عنه:
- تعتبر قصة سيدنا نوح من أكثر القصص شهرة في القرآن، حيث تحتوي على قصة صناعة الفلك ونجاته من الطوفان.
- كان سيدنا نوح نبيًا متميزًا بكثير من الفضائل، منها الشكر الدائم لله، إذ كان يذكر الله في كل شيء، ويشكره على نعمه. قال الله تعالى: “وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا، ذُرِّيَّةً مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا”.
- عمل سيدنا نوح في التجارة، وسخر حياته في بناء الفلك التي كانت سبب نجاته من الطوفان، وهو أمر قدّر له من الله سبحانه وتعالى.
الرسالة الإلهية
- تعتبر الرسالة الإلهية رحلة طويلة ومعقدة بدأت منذ بداية خلق الإنسان ووصلت إلى خاتم الأنبياء، النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كانت هذه الرسالة تهدف إلى توجيه البشرية نحو عبادة الله وحده واتباع الحق والعدل.
- يمكن تقسيم الرسالة الإلهية إلى مراحل تاريخية تمتد من آدم عليه السلام حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- خلال هذه الرحلة، سعت الرسالة الإلهية لقيادة البشر نحو الحق والعدل، وتعليمهم كيفية العبادة الصحيحة.
- من آدم إلى محمد، كانت كل رسالة تُسهم في بناء قاعدة قوية من الإيمان والتوحيد، وتوجه الناس إلى حياة طيبة ونظام أخلاقي.
- الرسالة الأخيرة في الإسلام تتمثل في جمع جميع الرسالات السابقة، مُؤكدة على قيمها ومبادئها مع إضافة ما يتناسب مع تطور البشرية واحتياجاتها.
أحدث التعليقات