الروم في اللغة يعني الطلب، وفي الاصطلاح يُعرّف بأنه: تخفيف الصوت عند نطق حركة الكلمة حتى يصبح الصوت خفيفًا وسمعه يقتصر على القريب، حيث لا تُسمع هذه النغمة الضعيفة من قبل الأفراد البعيدين. والبُعد هنا لا يقتصر على المفهوم الحقيقي أو الحكمي، بل يشمل أيضًا الأصم والقريب غير المصغي، حيث يمكن للشخص الأعمى إدراك الحركة بواسطة السمع.
لا يُمارس الروم مع الكلمات ذات الحركة المفتوحة أو المنصوبة، حيث أن الفتحة خفيفة، وإذا تم التخلص من جزء منها قد يصعب الفصل بينها. بينما يُستخدم الروم مع الحركات المضمومة والمكسورة، سواء كانت مشددة أو غير مشددة، ومنونة أو غير منونة. وكذلك يكون الروم أثناء الوقف وليس الوصل، وعند الوقف بالروم يتم حذف التنوين، ويمكن تقدير الحركة التي تُلفظ بالثلث.
الإشمام هو عندما يقوم القارئ بضم شفتيه بعد إسكان الكلمة، بحيث يكون الضم متصلًا مع إحداث فتحة تسمح بخروج النفس. وإذا كانت فترة الإسكان بعيدة عن الإشمام يصبح كل منهما منفصلًا عن الآخر. الغرض من الإشمام هو توضيح الحركات المتحركة لدى الوصل، وكذلك الألفاظ الساكنة في جميع الحالات.
الإشمام يتمحور حول الألفاظ التي تنتهي بالضم، وهدفه هو إيضاح حركة الضمة بعد الإسكان. يُعتبر الإشمام ظاهرة نظرية، حيث يظهر الحركة للقارئ دون أي نطق بها، على عكس الروم الذي هو سمعي، لأنه يمنح جزءًا من الحركة يُسمع من قبل القريب.
تعتبر كل من الروم والإشمام من أساليب الوقف، التي تهدف إلى توضيح حركة الكلمات المتحركة التي تم إسكانها لأغراض الوقف، مما يميزها عن الألفاظ التي تنتهي بحرف ساكن سواء وصلًا أو وقفًا. وقد أوضح السيوطي أنه بما أن الهدف من الروم والإشمام هو إظهار حركة الكلمات، فإنه ليس هناك حاجة لهما لدى من يقرأ القرآن في الخلوة.
توجد ثلاثة أنواع من أنماط الوقف على الكلمات من حيث جواز استخدام السكون والروم والإشمام كما يلي:
يكون في كلمات تنتهي بالضم، سواء كان الضم أصليًا أو تم نقله من حرف محذوف، كمثال: الوقف على نهاية الآية: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
تنطبق هذه الحالة على الكلمات المنتهية بالكسر، حيث لا يجوز الإشمام فيها. مثال ذلك: الوقف عند نهاية الآية: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
في هذه الحالة يكون الوقف محصورًا بالسكون فقط دون الروم أو الإشمام. وتنطبق على عدة مواضع، منها الكلمات المنتهية بهاء التأنيث مثل: (الجنة) و(القبلة)، أو الكلمات المنتهية بحرف ساكن أصلاً مثل: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ). الحالة الثالثة تكون عندما تنتهي الكلمة المفتوحة مثل الوقف على قوله -تعالى-: (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).
إذا كانت الكلمة المنتهية بحركة، وما قبلها حرف مد أو لين، فإن لها حالات كما يلي:
يجوز فيها القصر والتوسط والإشباع، لكن الحرف الأخير يتطلب أن يُوقف عليه بالسكون فقط.
هنا يجوز الروم والإشمام والسكون، وعند الوقف بالسكون يُسمح أيضًا بالقصر والتوسط والإشباع. أما عند الوقف بالإشمام فيُسمح كذلك، لكن في حالة الوقف بالروم فلا يجوز سوى القصر، مما ينتج عنه سبع حالات.
في هذه الحالة، يجوز الوقوف بالسكون أو بالروم. وعند الوقف بالسكون يجوز القصر والتوسط والإشباع، وأما عند الروم فلا يُسمح إلا بالقصر.
أحدث التعليقات