الرضا بما قدره الله لك

الرضا بقضاء الله وقدره

من بين النصائح القيمة التي وجهها النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه، كان تأكيده على أهمية النظر إلى من هم أقلّ منهم في النعمة، وعدم الانشغال بمن هم أعلى في العطاء. وفي حديث آخر، أوضح النبي مبررات ذلك، مؤكدًا أن هذا يعين العبد على تقدير نعم الله وعدم استصغارها. وقد ورد في عدة أحاديث شريفة أن الرضا بما قسمه الله يعد من واجبات المؤمن، حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في أحدها: (وارضَ بما قسمَ اللهُ لك تَكن أغنى النَّاسِ). إذ يجب على العبد أن يتقبل قسمة الله، لأن الحياة لا تُعطى الكمال لأحد، فالابتلاءات تشمل الصحة، والأبناء، ورزق المال، وبالتالي من الواجب على من ابتُلي أن يتجه بنظره لمن هم أقل منه في العطاء، لأن الجميع ملاقٍ امتحاناً من الله سبحانه وتعالى.

وسائل تعزز الرضا

يوجد عدة وسائل إذا فهمها العبد، ساعدته على تحقيق الرضا بما قسمه الله تعالى له، ومن أبرزها:

  • أن يعي العبد أن الرزق بيد الله تعالى، وما يسعى إليه لن يحصل عليه إلا ما كُتب له.
  • أن يؤمن العبد بأن السعادة ليست مرتبطة بكثرة المال، بل إنّها تكمن في الرضا والقناعة.
  • أن يتعود العبد على النظر إلى من هم أقل منه رزقاً، وأن يتجنب مقارنة نفسه بمن هم فوقه في الأرزاق.
  • أن يتوجه العبد إلى الله سائلاً البركة في رزقه الحلال.

أهمية الرضا بقضاء الله وقدره

يجب على العبد أن يدرك أن الرضا بقضاء الله وقدره يعد فريضة شرعية، وعليه أن يتحلى بالصبر عند مواجهة أحكام الله تعالى، وأن يتأمل في حكمته. يجب أن يكون المؤمن على يقين بأن الله ما وضع شيئاً إلا وله حكمة، وأنّ كل ما يصيبه من محن عليه النظر إليه بصبر، حيث يُعتبر الصبر مفتاح الفرج، ويجلب الخير الكثير. كما ينبغي عليه ألا يستعجل في فهم حكمة الله وراء الابتلاءات، فربما تحمل تلك الابتلاءات منحةً عظيمةً أو أجرًا كبيرًا نتيجة صبره ورضاه.

Published
Categorized as إسلاميات