سنستعرض بعض الرخص الشرعية المتعلقة بالطهارة للمريض كما يلي:
يجوز للمريض الانتقال من وضوء الماء إلى التيمم، وذلك بسبب وجود سبب يبيح هذه الرخصة، الذي يتمثل في العجز عن استخدام الماء، عندما يشكل استعماله خطرًا على النفس أو الأعضاء، أو يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية أو تأخير الشفاء أو تشويه الجسم.
يجوز للمصاب بكسر أو جرح أن يمسح على الجبيرة، خوفًا من الأذى الناتج عن استخدام الماء أو المسح بالتراب على الجرح، حيث أن غسل هذه المواضع قد يسبب التهابات أو تسمم أو تقيحات.
إليكم بعض الرخص الشرعية المتعلقة بالصلاة للمريض:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)، مما يدل على أن للمريض الحق في الترخص في الصلاة وفق حالته الصحية.
يسقط وجوب صلاة الجمعة بسبب عذر المرض الذي قد يؤدي إلى خطر على النفس، وهو ما يبيح أيضًا ترك صلاة الجماعة. ويستند ذلك إلى حديث ابن عباس -رضي الله عنه- الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر، قيل وما العذر؟ قال: خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى).
الإفطار في رمضان يعد جائزًا؛ والدليل على ذلك هو قوله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). وأضاف العز بن عبد السلام أن الأعذار في الصوم خفيفة، مثل السفر والمرض الذي يتسبب في مشقة الصوم، حيث إن أي سبب أكثر خطورة، مثل الخوف على الأعضاء أو الأرواح، أولى بجواز الفطر.
سنعرض بعض الرخص الشرعية المتعلقة بالحج للمريض كما يلي:
يجوز للحاج أو المعتمر أن يتبع أساليب العلاج التي تتطلب القيام بأفعال من محظورات الإحرام، مثل حلق الشعر أو تغطية الرأس، كما يُسمح بارتداء المخيط لدرء الأذى الناتج عن الحرارة أو البرد. يُسمح أيضًا بحلق الرأس لتجنب المشكلات الصحية مثل القمل، وكذلك استخدام الطيب والدهن وقلم الأظافر، ويستند ذلك إلى قوله -سبحانه وتعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).
يجوز الإنابة في رمي الجمار لمن يعجز عن ذلك بنفسه بسبب المرض أو الحمل، سواء كان النائب يتقاضى أجرًا أو يتبرع، وسواء كانت النائبة رجلًا أو امرأة.
اتفق العلماء على أن المرض الذي يرفع الحرج والإثم عن المريض هو كل مرض يزيد من آلامه أو يسبب له الأذى، أو يؤخر شفائه، أو يُفسد أحد أعضائه عند أداء التكاليف الشرعية.
ويؤكد ذلك حديث عمران بن حصين، عندما قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، فقال: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ). ويتماشى هذا مع قوله -تعالى-: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
أحدث التعليقات