من السنة النبوية أن يذكر المسلم الأذكار المخصوصة بعد الانتهاء من عملية الوضوء، ومن بينها ترديد الشهادتين، أي قول “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”، حيث اتفق الفقهاء على استحباب هذا الذكر بعد الوضوء، وهو ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يُشار إلى أنه لا يُسَنُّ رفع السبابة أو استقبال القبلة أثناء النطق بهذه الكلمات، حيث لا يتوفر دليل شرعي يثبت ذلك. كذلك، فقد استحب بعض الفقهاء أن يدعو المسلم بـ”اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”، ورجح بعض الحنابلة ارتفاع نظر المسلم إلى السماء عند قول هذه الدعوة. ومن الأذكار الأخرى التي يُستحب قولها بعد الوضوء هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إذ اعتبرها بعض الشافعية من ضمن المستحب. ومن الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كُتِب له في رِقٍ، ثم جُعِل في طابعٍ، فلم يُكسَر إلى يوم القيامة).
يُستحب للمسلم أن يصلي ركعتين بعد وضوئه، وتعرف هذه الركعتان بسنة الوضوء. ويتوجب أداء هاتين الركعتين مباشرة عقب الانتهاء من الوضوء، حتى وإن كان الوقت في ذلك الحين هو وقت نهي عن الصلاة. ولا تُشترط أن تُؤدى بعد مرور فترة طويلة من الإعراض عن الوضوء، كما أنه لا مانع من جمعها بين الصلاة المفروضة أو صلاة السنة الراتبة، إذ أن النية في جميع الأعمال مطلوبة، والأعمال ليست مقصودة لذاتها، مما يُجوز إدخال السنة ضمن النية للصلاة الأخرى.
يوجد العديد من السنن المرتبطة بالوضوء التي يؤجر المسلم عليها دون أن يبطل وضوؤه في حال تركها سهوًا أو عمدًا، ومن بين هذه السنن:
أحدث التعليقات