الذئبة الحمراء وتأثيرها على جهاز الإخراج

الذئبة الحمراء وتأثيرها على الجهاز البولي

يعتبر مرض الذئبة الحمراء، المعروف أيضًا بالذئبة الحمامية أو ببساطة الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، حالة تؤثر على عدد من أنظمة الجسم، بما في ذلك المفاصل، الجلد، الكلى، خلايا الدم، الدماغ، القلب، والرئتين. تُعد الكلى من الأعضاء الأساسية في الجهاز البولي، حيث تلعب دورًا حيويًا في المحافظة على توازن السوائل والنواتج الصحيّة المطلوبة للجسم، وتخليصه من الفضلات والمواد السامة، بالإضافة إلى تنظيم الهرمونات المرتبطة بحجم الدم وضغطه. يتكون الجهاز البولي أيضًا من الحالبين، المثانة، والإحليل.

التهاب الكلية الذئبي

يُعَد التهاب الكلية الذئبي (بالإنجليزية: Lupus nephritis) من المضاعفات الشائعة لدى المصابين بالذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus). وفقًا لمراجعة منهجية نشرت في مجلة Arch Rheumatol عام 2017، أظهرت الدراسات أن 29% من المرضى الذين يعانون من الذئبة الحمامية الجهازية يتطور لديهم التهاب الكلية الذئبي. ومن المثير للاهتمام أن 85% من حالات التهاب الكلية الذئبي كانت بين الإناث، كما أن هذا النوع من التهاب الكلى يشكل 60% من جميع الأمراض الكبيبية الثانوية التي تم تسجيلها في قواعد بيانات خزعات الكلى. علاوة على ذلك، أظهرت المراجعة أن معدلات الإصابة بالتهاب الكلية الذئبي في المملكة العربية السعودية كانت أعلى مقارنة بنظيراتها في أوروبا والولايات المتحدة. كما تضر الأجسام المضادة الذاتية المكونة في الذئبة بناء الكلى مما يؤدي إلى حدوث التهاب يترافق مع أعراض متعددة، تشمل: وجود دم في البول، وظهور بول رغوي ناتج عن زيادة نسبة البروتين، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى انتفاخ اليدين والكاحلين والقدمين، وزيادة مستوى الكرياتينين في الدم.

يوجد خمسة أنواع من التهاب الكلية الذئبي، وعادةً ما يتم التشخيص من خلال إجراء خزعة. تختلف حالات التهاب الكلية الذئبي من فرد لآخر من حيث الأعراض والشدة مما يتطلب تكييف العلاجات لكل مريض بناء على نوع التهاب الكلية وحالته الصحية. تشمل الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids): تُستخدم كأدوية مضادة للالتهابات لعلاج التهاب الكلية، على أن يتم تقليل الجرعة تدريجيًا عند تحسن الأعراض، نظرًا لإمكانية ظهور آثار جانبية خطيرة.
  • الأدوية المثبطة للمناعة: مثل سيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide) وميكوفينوليت (بالإنجليزية: Mycophenolate) التي تساعد على تقليل نشاط الجهاز المناعي الضار بالكلى.
  • أدوية منع التجلطات والأدوية الخافضة لضغط الدم حسب الحاجة.
  • غسيل الكلى: قد تتدهور حالة الكلى لدرجة تفقد معها قدرتها على القيام بوظائفها، ما قد يتطلب غسيل الكلى كوسيلة لتصفية الدم وإزالة الفضلات باستخدام جهاز يحاكي وظيفة الكلى.
  • زراعة الكلى: إذا كانت حالة الكلى متدهورة لدرجة كبيرة، قد تكون زراعة الكلى ضرورية، ما يتطلب تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الكلية المزروعة.

عدوى المسالك البولية

تُعد عدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infections) أو عدوى المثانة إحدى المضاعفات المرتبطة بأمراض النسيج الضام في الكلى. تؤثر هذه العدوى عادةً على الجزء السفلي من الجهاز البولي، بما في ذلك المثانة والإحليل، وكذلك البروستات لدى الرجال. تجدر الإشارة إلى أن مرض الذئبة لا يسبب التهاب المسالك البولية بشكل مباشر، ولكنه يُزيد من احتمالية الإصابة بها. وفقًا لتقرير نُشر في المجلة الطبية البريطانية (بالإنجليزية: British Medical Journal) عام 2004، بلغت معدلات انتشار عدوى المسالك البولية بين المصابين بالذئبة الحمامية 36%. قد تشمل أعراض العدوى ما يلي:

  • الشعور بالحاجة المستمرة للتبول.
  • تكرار التبول بشكل متكرر.
  • الشعور بحرقة أثناء التبول.
  • ضغط في منطقة الحوض.
  • آلام أسفل الظهر.
  • ألم أثناء التبول.
  • وجود دم في البول، مع رائحة قوية أو كريهة.
  • تغير في لون البول ليصبح داكنًا وغير صافٍ.

عادةً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية لحالات عدوى المسالك البولية البسيطة التي لم تؤدِ إلى مضاعفات. قد يكون علاج هذه العدوى تحديًا نظرًا لتأثير الأدوية المستخدمة للسيطرة على أعراض الذئبة، مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية. يجب التنبه إلى أن عدم معالجة عدوى المسالك البولية قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وتطورها لتصل إلى التهاب الكلى. لذلك، من الضروري زيارة الطبيب عند ظهور أي علامات تدل على وجود عدوى، لتفادي المضاعفات الخطيرة مثل العدوى المتكررة أو عدوى الكلى المزمنة، أو حالة تُعرف بالإنتان. الحالات الشديدة من العدوى قد تتطلب دخول المستشفى والحصول على مضادات حيوية بجرعات عالية عبر الوريد. وللوقاية من تكرار العدوى، يُنصح باستخدام المضادات الحيوية بجرعات منخفضة على مدى فترة طويلة نسبيًا.

التهاب المثانة الذئبي

يُعتبر التهاب المثانة الذئبي (بالإنجليزية: Lupus cystitis) من المضاعفات النادرة للذئبة الحمامية الجهازية. غالبًا ما يعاني المرضى من أعراض هضمية مثل التقيؤ والغثيان وآلام البطن، وقد تشبه هذه الأعراض انسداد الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر أعراض في المسالك البولية السفلية مثل عسر التبول وألم فوق العانة وزيادة التبول. لوحظ أيضًا زيادة في سمك جدار المثانة، وانخفاض في حجم المثانة، واستسقاء الكلى لدى هؤلاء المرضى.

الآثار الجانبية للعلاج بالأدوية المستخدمة في الذئبة

يمكن أن تؤدي الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الذئبة إلى ظهور أعراض مرتبطة بأمراض الكلى، التي قد تشبه أعراض التهاب الكلية الذئبي. تشمل هذه الآثار الجانبية:

  • الإصابة بأنواع من العدوى: بصورة عامة، لا يسبب مرض الذئبة عدوى الكلى، ولكن الأدوية توفر بيئة يقل فيها مستوى المناعة مما يؤثر سلباً على القدرة على محاربة العدوى، بما في ذلك التهاب الكلى.
  • احتباس السوائل وتدهور وظائف الكلى: يمكن أن تتسبب بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs) مثل الأسبيرين، في احتباس السوائل وتوقف وظائف الكلى.
  • التهاب الكلية الخلالي: قد تُحدث أدوية مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية التهابًا في النسيج الضام بالكُبية الكلوية، يُطلق عليه التهاب الكلية الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial nephritis).
Published
Categorized as الصحة والطب